الجمهورية اليمنية أعلنت على أساس الوحدة الاندماجية، أي ذوبان الشطرين، والنظامين في دولة واحدة ونظام واحد، ومضت الدولة اليمنية .. أو الجمهورية اليمنية في حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، والاجتماعي منذ إعلانها في 22 من مايو 1990م، لكن الأزمة تفاقمت، وتعاظمت بعد انتخابات 1993م حينما لم تأت نتائج تلك الانتخابات بما كان يأمله أحد طرفي الوحدة الذي أدت النتائج الانتخابية إلى تبييته العودة إلى الخلف نحو الشطرية.. رغم كل ما عمله المؤتمر كي يبقي على الحزب شريكاً في السلطة كما كان شريكاً في الوحدة فتصاعدة الأزمة أكثر وأكثر وأكثر حتى تحولت إلى مواجهة عسكرية بين القوات المؤيدة للحزب، وبين القوات الرافضة العودة إلى الشطرية، والمؤيدة للمتمسكين بوحدة اليمن ،الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب 1994م. لكن الأمور والأحوال لم تهدأ ..وعاود صوت في المحافظات الجنوبية يرتفع، ويصدر من مكونات عديدة تطورت إلى صوت واحد، وحركة واحدة هي الحراك الجنوبي الذي طالب بفك الارتباط، وقد جاءت ثورات الربيع العربي ليزداد حركة وتفاؤلاً وفعاليات وزاد نشاطه في ظل الأزمة الناشئة في اليمن منذ 11 فبراير 2011م ..إلى أن وصلت الأزمة إلى مبادرة خليجية والذهاب إلى الحوار ..من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يرفضه بعض فصائل الحراك الجنوبي بحجة أنه والمبادرة الخليجية لا يعنيهم وأن المبادرة ومؤتمر الحوار يخص أطراف الحكم والمعارضة في الشمال، رغم أن هناك أعضاء في مؤتمر الحوار من الحراك الجنوبي يتكلمون باسم القضية الجنوبية ..بينما البعض لا يعترفون بهم ولا يقبلون بنتائج الحوار إلا إذا كانت تتضمن تحرير واستقلال الجنوب. القضية الجنوبية على رأس، وفي طليعة القضايا التي ألقت بظلها على مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ يطرح في مواجهة التحرير والاستقلال، مشروع الدولة الفيدرالية والتي يرى ممثلو الحراك أن تكون فدرلة على النحو التالي: 1 - فيدرالية شطرية« إقليم جنوبي، وإقليم شمالي» أي من إقليمين. 2 - البديل الآخر ..هو أن تكون الفيدرالية مكونة أربعة أقاليم ..إقليمان جنوبيان وإقليمان شماليان. 3 - البديل الثاني فيدرالية من ستة أقاليم “ثلاثة أقاليم جنوبية، وثلاثة أقاليم شمالية”. تأملوا أن مقترحات الفيدرالية بالشكل السابق كلها أخبث من بعضها ولا تفرق عن بعضها، خاصة إذا ما أدركنا التفاصيل والجزئيات التي تدخل تحت هذه العناوين والأهم هي الثروات الطبيعية، وملكيتها للأقاليم، أو للدولة الفيدرالية ..وكذلك الموارد الأخرى، ناهيك عمن يطالب بفيدرالية انتقالية وهذا هو الأخطر إذا ما تذكرنا الفيدرالية الانتقالية بين جنوب السودان وشماله إلى ماذا آلت إليه.. الانفصال.. على أي حال الفدرلة على ما سبق تخوف .. فقد تعيدنا إلى أكثر من شطرين. رابط المقال على الفيس بوك