تعتبر أعيادنا نحن المسلمين نوافذ مفتوحة , نقتبس منها ألوان الفرح المتعددة, غير أن العيد في زمننا, زمن العولمة انزاح كثيراً نحو اعتيادنا للمناسبات, مما اضطرنا الى صياغة ثقافة جديدة, ألغينا فيها إدراكنا لماهية الأعياد والحكمة منها, فأصبحنا نعيش زمناً افتراضياً, وضعت الاتصالات فيه قواعد لحياتنا الاجتماعية, وتلك العادات التي كانت تميز أعيادنا... انا هنا لا اقلل من اهمية الاتصالات, التي جعلت الرسائل القصيرة هي السمة البارزة للتواصل في ايام العيد, لكنني ارفض أن تكون هي البديل عن التواصل واللقاء المباشر, فهي تؤكد لنا أن هناك الكثير ممن يملكون ارقام هواتفنا, لكنهم لا يتذكروننا إلا في ايام محددة في السنة... هي ثقافة بدأنا نتأقلم عليها, افقدت الاعياد الصفة الملازمة لها, وهي ان أيامها تولد علاقة جميلة, وتنهي اية ضغينة في القلوب, فتقرب بين المتخاصمين' وتخلق سعادة خاصة بين أفراد المجتمع... الرسائل القصيرة اختصرت الوقت , وادت واجب اجتماعي, نعم, لكن المعايدات التقليدية واجب ايضاً, من شروطها اللقاء المباشر, والتواصل التفاعلي الإنساني ,الذي يظهر القيم التي اقترنت بالعيد, والمشكلة ليست في الرسائل القصيرة, بل في صورة المعايدة, والتي يبدو انها تحرر من اداء واجب, مختصرين بذلك مساحة المشاعر الانسانية برسالة يصعب علينا تذكر مرسلها, الذي قرر هو الآخر من خلال إرسالها, انهاء واجب اجتماعي, وتمتعه بعزلته, وفرتها له تقنية كان من المفترض ان توسع من دائرة علاقتنا, لا ان تغلقها... رابط المقال على الفيس بوك