حدث هذا في المراحل الأولى من خلق السلف البشري الأول “آدم”، كان “آدم” حينها مجرد كتلة مشكلة من طين لازب، عندما مر “إبليس” ذلك الكائن المغرور الحاسد بجواره، ونظر إليه باستعلاء، وبصق عليه باحتقار، ومضى، وقعت البصقة على بطن “آدم”، الذي لم يكن قد نفخت فيه الروح بعد.. ثم لما جاء الملاك “جبريل”، ورأى ما حدث، قام بنزع بصقة “الشيطان” من على جسد “آدم”، وانتزع معها بعض طين الجسد الذي تلوث بها، الحفرة التي خلفها الطين المنزوع هي ما صارت السُّرة .. أما الطين المنزوع والملوث ببصقة “الشيطان”، فقد تخلّق منهما حيوانٌ صديقٌ للبشر، وفيه من الصفات الحسنة والمنافع الكثير، ولكنه نجس، ذلك هو الكلب .. المخلوق المزدوج من جسد “آدم” والبصقة الشريرة للشيطان!... بعد أن نفخ الله الروح في “آدم”، وخلق من ضلعه زوجه “حواء”، وأطلقهما في الجنة بعد أن حذرهما من الشجرة المحرمة، شجرة التفاح، شعر هذان وبتحريض شيطاني أن النعيم لا يكتمل بالمحرمات والاستثناءات، وكيفما كان الأمر، فقد فاجأهما الرب متلبسين بقطف ثمار شجرة التفاحة المحرمة ، كان “آدم” قد قطف تفاحة، وعندما شعر بالرب أسرع بوضعها في فمه وابتلاعها؛ لإخفاء آثار الجريمة، لكن الرب .. أوقفها في حلقه إلى الأبد، كما تبدو الآن في أعناق الرجال .. “حواء” بدورها كانت قد قطفت تفاحتين .. ضمتهما إلى صدرها لإخفائهما .. فثبتهما الرب هناك إلى الأبد.. من يومها وصدور بناتها تحمل تفاح الجنة.. بكل سحرها وإغوائها القديم!... وكان العقاب هو الطرد من الفردوس، عندما طُرد “آدم” من الجنة، حدث حين دفعته الملائكة خارجها .. أن تشبث بأحد الأغصان، وانتزع منه أربع أوراق.. وأثناء هبوطه على الأرض، سقطت إحدى الأوراق في البحر.. أكلها حوت .. صار حوت العنبر .. الورقة الأخرى أكلتها حشرة صارت تنتج العسل.. أما الورقة الثالثة فقد أكلتها دودة .. تلك التي أصبحت دودة الحرير.. أما غزال المسك فقد كان من حظها الورقة الرابعة !... على الأرض ذاق “آدم” المعاناة بأقسى صورها، تشرد وهام على وجهه، بكى وتألم، وأهمل نفسه وتشعث أكثر من اللازم، طال شعره.. وطالت أظافره .. واتسخ جسده .. فقام “جبريل”.. صديق “آدم” بغسل جسده .. وحلق شعره .. وقص أظافره .. ثم جمع نفاياته كلها .. ودفنها في حفرة ، فنبتت النخلة .. النخلة حبيبة البشر .. خلقت من جسد “آدم” .. فهي عمتنا.. ولذلك قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) أكرموا عمتكم النخلة.. رابط المقال على الفيس بوك