3 الاستخدام الشنيع للأغلبية السكانية ومحاولة تغيير التركيب السكاني في المحافظات الجنوبية والأغلبية العددية المُضللة حُرضت وعُبئت وحشدت لتقويض الوحدة وتدمير الدولة الجنوبية وذلك ما تم تطبيقه في حرب 1994م حينما اشتركت هذه الأغلبية ضد مصلحتها وساندت تحالف القوى التقليدية الأكثر تخلفاً في المنطقة والتي أعادت إنتاج السلطة العسقبلية بوجهها الجديد القبيح. 4 الالتفاف على التشريعات ومنها قانون الأسرة الذي وضع حقوق الأنثى في قبضة الحق والعدالة و اسقط الهيمنة الذكورية بنسبة 75%تقريباً و قانون العمل والخدمة في الأجهزة الحكومية و قانون المرور والقوانين التي تنظم البلديات وهلم جراً من الأنظمة التي أقرتها اللجنة الإدارية المشتركة التي انطلقت أعمالها عقب حرب 1972م. 5 التدمير الممنهج للحواس الخمس للدولة والتي أخذت تترسخ فيما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية والضامن الأهم للتقدم الثقافي والمدنية وهي (أ) التعليم أو الثقافة العلمية التي أقرتها المناهج التعليمية في الجنوب والتي انجبت مئات الآلاف من الكوادر الكفوءة في كل المجالات والذين رمت بهم السلطة العسقبلية إلى شارع البطالة والفقر ولقد استعاضت الطغمة العسقبلية وحليفتها الوهابية المتوحشة عن الثقافة العلمية بالثقافة الأدبية ذات المنهج التعليمي الغيبي السطحي الذي أنجب مئات الآلاف من الأميين المعرفيين ومن المثقفين الأميين الذين لا يصلحون أن يعيشوا في عصر العلوم العلمية والتكنولوجيا الجبارة، وإذا مرض عقل الدولة الذي هو هنا التعليم فإن الدولة “الأسطورة” تصاب بالمرض فتنهار وتختفي لمصلحة مكونات عصبوية أخرى. (ب)الفنون وهي الحاسة الأكثر أهمية للدولة وللسكان منذ طفولتهم وحتى لحدهم، وبدون هذه الحاسة يعيش الناس في أذواق غابية وازدهرت الفنون في ظل الإدارة البريطانية لعدن وحمايتها للإمارات والسلطنات والمشيخات التي شكلت ريف عدن، وبعد دولة أو سلطة الاحتلال واتحاد الجنوب العربي ازدهرت الفنون وتوسعت أنواعها وحصدت الفرق الفنية الجنوبية الكثير من الجوائز الإقليمية والدولية خاصة في فن الرقص والغناء واشتهر في الجنوب العديد من الفنانين والموسيقيين أمثال، أبوبكر سالم بلفقيه، محمد جمعة خان، كرامة مرسال ، محمد صالح عزاني، محمد مرشد ناجي، خليل محمد خليل، عبدالكريم توفيق ، محمد صالح حمدون، فيصل علوي، أمل كعدل ، فتحية الصغيرة، كفى عراقي وغيرهم في أنواع أخرى من الفنون الجميلة وفي الصدارة عازف العود الشهير جميل غانم، وهذه الحاسة عطلت في البداية ثم دمرت المعاهد الموسيقية وألغيت فرق الرقص الشعبي والأكروبات وتحولت البلاد بسبب تدهور الحالة الصحية للفنون جرداء هابطة الذوق الفني. والمؤشرات لا تبشر بالخير للفنون في المستقبل المنظور بسبب غياب الدولة وسيطرة الثقافة الصحراوية التي تشن الحرب على الفنون وتمنع التنمية للفنون بكل أنواعها، وأن قوى الحداثة لا تؤدي رسالتها التاريخية في مجال الفنون. (ج) الرياضات وهذه الحاسة بلغت أوج ازدهارها في احتلال أنواعها أمكنة مرموقة على النطاق الإقليمي والدولي وأحرزت الفرق الرياضية، كرة القدم، كرة الطائرة، انتصارات هامة أما بعد وحدة الدولة مع السلطة فقد أوكلت مهام الرياضة والشباب إلى أفراد من القوى التقليدية التي عملت لإجهاض مشروع تنمية الرياضة والشباب خاصة رياضة الأنثى ووصلت أمور الرياضة إلى أدنى مستوى من الهزال منذ وصول أحمد العيسي إلى سدة اتحاد كرة القدم إضافة إلى أن السلطة لم ترغب في الاستثمار في مجال الرياضة التي غزتها العادات السيئة الضارة ومنها انتشار تعاطي القات والتقزم. (د) السياحة وهي المسامات إن جاز لنا التعبير للدولة وكانت بدأت تتحسن في الجنوب أواخر الثمانينيات ولكن السلطة العسقبلية وجهت لها ضربة قاسمة بعد تبنيها جريمة اختطاف الدبلوماسيين والسياح ورجال الأعمال وقتل بعضهم. يتبع رابط المقال على الفيس بوك