فجأة صمتت الأصوات الزاعمة أنها مدافعة عن الوطن والوحدة ولكنها تحشد وتجيش عبر شعارات وأشعار وحشود بشرية ومناكفات إعلامية صحفية وتلفزيونية وإلكترونية كل تسلق بما رآه نافعاً لبروباجندته الإعلانية والدعائية حتى بلغ السيل الزبى وجاءت المبادرة الخليجية برداً وسلاماً علها تخرج اليمن من محنته التي لم تكن بسبب الفقر أو التعددية العرقية أو المذهبية أو أو أو.. لكنها كانت لسوء الإدارة بكل ما معناه بدليل أننا في زمن المبادرة الخليجية لم نلمس تغييراً كون من جاءوا هم من نفس الطينة والنمطية وكأنه كان على المبادرة الخليجية أن تصنع أيضاً المواصفات للتعيينات ولربما توقعت وبعفوية ان التوافق سيحتم أن يقوم المعنيون فيه بوضع معايير!! وسينافس المتنافسون وهذا كان تفكير العامة من الناس ولكن لا هذا حصل ولا يحزنون فقد ارتضى الطرفان متأطراً فيهم على التوافق طالما هم طرفاه وصار البساط أحمدياً لهم وواحد من عندنا وواحد من عندكم وما أشبه الليلة بالبارحة فهذه الأطراف هي الأحزاب الحاكمة والمتحالفة والشريكة في مراحل قيام الوحدة.. لذا فالأداء هو نفسه، فاتر، راسب محلك سر !! ومن ناحية أخرى لا توجد تقاليد ولا خبرة ولا أقدمية عندها جميعها إلا من ترشيح قوي لهذا الطرف الحزبي وكل طرف يقدم من يريده ولا طرف يتدخل في مرشح الطرف الآخر لتسير سفينة الوفاق في بحر التوافق على حساب وطن وشعب ارتضى بالمبادرة حقناً لدماء الشباب وحتى نخرج من نفق الاعتراكات، ذلك البعبع الذي يتظاهر أنه أمام العامة من المستقيلين ومن الكفاءات ثائر وحريص لم يلبث أن يغادر الساحات إما مرغماً أو منفذاً أو مستفيداً من المطالبة بإغلاقها فأغلق روحه وجسده عنها لعل المبادرة الخليجية هي إكسير المستقبل والبعض خرج إلى شخصية جديدة، لابساً إزار الوفاق ومتقمصاً تارة الغياب وتارة التعليق بحجة التباين والمعارضة ولما تحسبها ترى التوافق أكثر من الاختلاف والتباين.. إذن إما الحوار ناجح لما توافقوا أو إنهم يخفون ما يبطنون فعلاً. لذا لابد من إعادة الاعتبار لتطوير القدرات البشرية كون ضعف القدرات وافتقارها للمهارات الإدارية في كيفية اتخاذ القرار واستناده على المعلومة وتعزيز مفاهيم الإدارة في التحفيظ والتنظيم والمتابعة والتقييم ومن خلال وضع الخطط متنوعة المستوى الزمني مع ضرورة المتابعة المركزية للأداء المحلي كون الأخير بقدر ما يعني اللامركزية فإن المهمة المركزية الإشراف والمتابعة والتخطيط المركزي والنزول للتفقد والاطلاع عن كثب. وبالقدر من الأهمية لتطوير القدرات البشرية في إطار الدول اللامركزية فإن غياب ذلك نجم عنه إساءة استخدام السلطة حيث جيرت الوظيفة لمصالح أعضاء المكاتب التنفيذية بتقاسم وتوزيع الوظائف على حساب أبناء المنطقة حيث يقضي الموظف الجديد مابين 36 أشهر ويعود أدراجه إلى المنطقة المنتمي إليه ويأخذ معه الوظيفة مسبباً حرمان ما بعده وقبله خطف الوظيفة !!! وضعت هذا المثل كنوع من سوء الإدارة وخلق الكراهية بين الناس.. مما ولد حالة من عدم الثقة لعدم تقييم للأداء وكشف حالات استغلال الوظيفة والمشاريع والتشويش على التجربة السياسية من ثم وخاصة مؤتمر الحوار الذي يستعرض نماذج لشكل الدولة مثل الفيدرالية الأقاليم .. سبيلاً نحو خروج الوطن من معاناته والأمل لا شك هو السبيل نحو نجاح الحوار وخروج اليمن من معاناته نحو التغيير الأفضل لمستقبل الأجيال واستهداف العنصر البشري تأهيلاً ومحاسبة على سوء الأداء. رابط المقال على الفيس بوك