عاد أحد الأصدقاء الذين أنا على تواصل مستمر معهم من مصر.. فسألته: متى كانت عودتك من مصر؟! فقال: لم يمض عليّ بضعة أيام.. قلت له: أي أنك عائد طازج.. فقال: نعم.. قلت له: نحن في الشارع ..ما رأيك في شرب الشاي في هذا المقهى؟ قال: هيا. جلسنا نتناول الشاي ونتحدث وكان يحدثني عن مصر وكيف وجدها فقال: الشعب المصري اليوم ينظر إلى الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بإجلال وإكبار وتقدير واحترام، أما الفريق عبدالفتاح السيسي فيعتبرونه المخلص، ويحظى بحب كبير جداً إلى حد أن صورته تعلق في سلوس أو سلاسل صغيرة يعلقها المصريون في رقابهم تماماً كما يعلق المسيحيون الصليب الذي صارت إلى جانبه صورة الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالنسبة للمسيحيين ،ويواصل الحديث أن الإخوان ولجوءهم للعنف انعكس سلباً عليهم، حيث زادت الكراهية لهم بين المصريين، ويفقدون يومياً المزيد من الأنصار، والمتعاطفين معهم.. بينما يزداد الحب للأجهزة الأمنية، وللقوات المصرية يومياً، ويزداد التأييد لخارطة الطريق التي أعلنها “السيسي”.. والمشكلة أن الإخوان لا يدركون ذلك، بل يسعون إلى تقويض الأمن والاستقرار المصريين. المهم أن لجوء بعض القوى إلى العنف في المدن المصرية، وفي شبه جزيرة سيناء انعكس سلباً عليهم، فالشعب المصري وخاصة أنصار الإخوان والمتعاطفين معهم يعتبرون أن إصرارهم على السلطة وبالقوة وتصميمهم على السلطة والعودة إليها بالعنف أقنع الشعب المصري أنهم لو بقوا في السلطة لن يتركوها بالديمقراطية أو بغيرها،وخاصة بعد أن رأى الناس أنهم ورغم نزول عشرات الملايين إلى الساحات والشوارع في 30يونيه ظلوا يتمسكون بالسلطة بدعوى أنهم منتخبون، وهم الشرعية، ودون ذلك دماؤهم ونفوسهم، مع أن خروج تلك الملايين كافية لإسقاط شرعيتهم، وهو ما دفع بوزارة الدفاع إلى التدخل، ومطالبة الرئيس أن يقدم شيئاً لإرضاء الجماهير، والالتقاء بالمعارضة والتوافق معهم، إلا أن مرسي والجماعة أصروا على الشرعية، وعزل الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي لم يجد بداً من التدخل وإعلان خارطة الطريق ومعه المعارضة، والأزهر والكنيسة والداخلية وحركة «تمرد» وأطاح بذلك بحكم الإخوان الذين لجأوا إلى العنف في المحافظات وفي سيناء ويتوعدون من «رابعة»، و«النهضة» بالويل والثبور وعظائم الأمور الداخلية، والدفاع وكفروا كل من خرج ضد مرسي ليرتكبوا بذلك غلطة العمر بعد أن أصروا على البقاء في السلطة رغم مطالبة المعارضة وجماهيرها الذين خرجوا يطالبون برحيلهم من السلطة. حين خرج المصريون للاعتصامات في يوم 30 يونيه كان يفترض بالإخوان وعلى لسان مرسي رئيس الجمهورية آنذاك أن يعلنوا الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة ويشاركوا فيها فإن نجحوا فذلك ما يبغون، مالم فيحافظوا على أنفسهم كجزء من العملية السياسية في مصر... بدلاً من خسران السلطة، وحل الجماعة والحزب، ومصادرة أموالهم ورميهم في السجون، واعتبارهم جماعة إرهابية، وسوف يساقون إلى المحاكم بتهم قد أعدت ملفاتها وكل ذلك بسبب عنادهم، وعدم حنكتهم السياسية، وتمسكهم بمشروع جماعة بدلاً عن مشروع دولة، وإصرارهم على ما يريدون بالعنف والقوة.. وعليه فإن عليهم أن يفكروا بطريقة جديدة يستطيعون بها استعادة الثقة، بعد أن يخرجوا من المحنة الشديدة التي هم فيها... وأول ما يجب أن يقومون به إيقاف العنف والتحريض عليه.. ويعودون إلى الشعب الذي سيحتاجون إلى عقود لاستعادة ثقته. رابط المقال على الفيس بوك