بما فيها من تنوع بتركيبتها الديمغرافية، والعادات والتقاليد ،والتناقضات والمدنية والقبلية ،تعز تمثل الصورة المصغرة لليمن، فهي الجوهر ،ونواة اليمن، والرافد البشري والمعرفي، فانتشار أبنائها، وتواجدهم ،وبصماتهم بكل محافظة يمنية - حتى في فترة ما قبل الوحدة ،كان لهم دور قيادي، ونخبوي فيما كان يسمى الشطر الجنوبي - مثلته تعز، دون غيرها من المحافظات اليمنية، وفرضت وجودها ،ودورها في التغيير الثوري والسياسي، والعلمي والمعرفي لليمن ،وشواهد الواقع تثبت ذلك.. وسام تعز عاصمة الثقافة اليمنية جميل ،لكنه على صدر ضامر، أرهقته عقود التهميش والحرمان، بغياب ونقص الخدمات الأساسية للمحافظة ، والإعلام المنصف ،تحولت من مدينة رائدة، ذات صيت ،إلى قرية كبيرة معزولة يجهلها الكثير... برغم الكثافة السكانية العالية فيها، لا توجد بنية تحتية ،ومرافق حكومية كافية ،فالمستشفيات الحكومية قليلة، وما بني منذ عقود ،يفتقر إلى الخدمات الطبية المتكاملة، من السعة الاستيعابية لعدد المرضى ،وكادر طبي والعلاج ،يضطر المواطن إلى البحث عن البديل الخاص ،بمصاريف تثقل كاهله، لإنقاذ مريضه، والجانب التعليمي «الأساسي والجامعي» ليس ببعيد ،فمازالت المحافظة بجامعة واحدة، غير مكتملة الكليات، فكيف تستوعب مخرجات الثانوية؟؟، لمدينة سكانها ربع سكان اليمن، زد على ذلك بعض أرياف المحافظة، لا تتوفر فيها المدارس، وإن توفر المبنى القديم ينقصه الأستاذ والكتاب، وأيضا الكهرباء ،و شِحة المياه وأخواتها من أساسيات الحياة ،لا تفي بالحاجة، بل الأسوأ صارت تعز لا تعز ،فالانفلات الأمني، وانتشار المسلحين أساء لتعز ،ولطخ صورتها المدنية.!!. المحافظة بحاجة إلى إعداد دراسة متكاملة، تقف على كل مساحة منها ،ولا تتجاهل الأرياف –يتواجد الكثير من أبنائها بالأرياف - ،وتضع الاعتبار للكثافة السكانية إلى الخدمات الموجودة، وتحصر المشاريع الغائبة عن التنفيذ، وغير المكتملة - إن وجدت - وتبدأ بتنفيذها، وإعادة الأمن وروح المدنية ، ثم التركيز على تطوير، وترميم ما وجد من بنية تحتية من تأهيل وتوسعة مطار المحافظة، وميناء المخا التاريخي، والاهتمام بالتعليم ،وتوفير الخدمات الصحية، بزيادة عدد المستشفيات، والكادر الطبي، وتوفير الكهرباء ،وإيجاد حلول لشِحَّة وانعدام المياه... إن ازدهار تعز، وتطهيرها من بؤر الفساد، وإعادة روح المدنية فيها ،كفيل بإعادة الروح المتقدة بالأمل والبناء لليمن، فصلاح تعز سوف ينعكس إيجابا على باقي المحافظات ،وكما ألفوا هذه المدينة رائدة التغيير في الثورات اليمنية، ستكون رائدة التغيير في البناء والتطوير والمعرفة في اليمن ... [email protected] رابط المقال على الفيس بوك