خطاب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة عيد الاستقلال كان خطاباً بقدر قامة الوطن، كبيراً بكبر تاريخ نضالات الشعب العظيم «فالاستقلال لم يكن سوى خطوة على طريق استعادة الوحدة ولن يكون احتفالنا بذكراه إلا تعزيزاً لوحدتنا الوطنية وتأكيداً على ديمومتها» وبهذا يكون الرئيس قد تحدّث باسم الشعب، باسم المناضلين القدامي والثوار المتتابعين في كل ثورات اليمن وصولاً إلى ثورة 11فبراير .. باسم التاريخ النضالي والحاضر والمستقبل.. إن الاستقلال هو الوحدة والوحدة هي الاستقلال، لأنها تعني قوة اليمن ومجد الشعب وعكسها التمزق والفرقة ومايتبعها ويلازمها من فقر وخوف ومرض وجهل وتخلُّف إنها الوحدة إذاً التي كانت ومازالت هدف حرب الاستقلال وكل الثورات ومبرر دم الشهداء المسفوح، لأن الوحدة قاعدة صلبة لقوة اليمن ومنطلق للكرامة والحرية.. تحدّث «هادي» بلغة راقية وبسيطة بعيداً عن الحشو والتكلّف ليقول: إنه ممثل لكلّ اليمنيين ولا يقبل المزايدة على القضية الجنوبية بصفته جنوبياً ويمنياً كما لا يقبل المزايدة على الوحدة، لقد ولّى زمن المزايدات، لأن الشعب ببساطة أصبح مهتماً بشأنه ولن يدع مصيره بيد أشخاص أو فئة مغامرة، ومن يريد أن يستغل عدالة القضية الجنوبية لتكون مدخلاً للانفصال أو موضوعاً للابتزاز فهو واهم، فالقضايا العادلة لا تنتج قضايا فاسدة ولا تقبل المبتزّين والمزايدين خطاب الرئيس في عيد الاستقلال توازى مع وعي متنامٍ في الشارع الجنوبي لصالح الوحدة وضد دعوات التفرُّق.. والجنوب لن يكون إلا في صفّ الوحدة، لأن الوحدة مشروع وطني بدأ وترعرع في الجنوب.. أصحاب المشاريع الصغيرة اليوم في سلة واحدة وهذا من حسن حظ اليمن وبفضل وعي الشعب وقواه الحيّة وهؤلاء محاصرون بإرادة الشعب ووعيه ولن يستطيعوا عرقلة ميلاد الدولة المدنية مهما صرخوا و«زعقوا» وخرّبوا وفجّروا واغتالوا.. ومن لديه عقل عليه أن يكفّ عن اللعب بالوطن والوحدة لصالح أطماع تجاوزها الزمن والعصر، فالجمهورية والوحدة من ثوابت الشعب اليمني ومنجزاته والإمامة والانفصال والفردية والأسرية وراء ظهره ولن يعود الزمن إلى الوراء أبداً، فالمستقبل يسير إلى الأمام يراكم بإيجابية الفعل الحضاري للشعب ويطمس ثقافة الكهنوت والتمزُّق والاستبداد يندفع الوطن بثقة واعية نحو الحرية والوحدة والمواطنة المتساوية.. نعم البعض يستطيع أن يثير فوضى وتخريباً وبمقدوره أن ينفجر من الغيض لكنه لن يصيب السفينة بأذى بل سيُنهي نفسه بالسكتة والضربة القاضية وعندها يستريح ويُريح الناس من شرّه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك