لا أدري كيف يمكن أن أصف حادثة اختطاف يتعرض لها بيت السعيد، البيت الذي عرفته تعز بيتاً للجود والكرم والقرب من النسيج الاجتماعي المتشابك في السراء والضراء، سراً وعلناً.. إذ لا يمكن تصور مستوى الرقي الإنساني الذي تتعامل به عائلة السعيد مع قضايا الوطن والمواطنين اليوم بعد أن اتسعت مساحة الحاجة المادية في ظل الأوضاع الراهنة. كما لا يمكن أن نتصور حرص هذه العائلة على إدارة مصالحها عبر استراتيجيات خاصة لا تمس مصالح المواطنين ولا تدفعهم لاتخاذ ردود أفعال خاصة تجاهها. لهذا تصيبنا الدهشة حين نسمع عن حادث اختطاف كهذا، لا يمكن أن يدل إلا على مستوى الوضاعة والدناءة وخيانة الشعب والوطن الذي وصلت له بعض العناصر المتشددة لمصالحها الشخصية والتي يدفعها إصرارها إلى التخريب دفعاً عشوائياً مضطرباً بلا هوادة، ومن وجهة نظري إن حادثة الاختطاف هذه وسواها من الأحداث التي ستحملها الأيام القادمة تأتي نتيجة لتهاون أصحاب القرار في الضرب على أيدي هؤلاء المفسدين بيد من حديد.. لقد ذكر القرآن الكريم عقاباً رادعاً للمفسدين في الأرض، ولو أن أصحاب القرار طبقوا هذا العقاب على تلك الثلة المفسدة أمام أعين الناس جهاراً نهاراً لوصلت الرسالة إلى سواهم واضحة، لكن ما يحدث اليوم من انفلات هو نتيجة للميل عن منهاجنا القويم الذي وضعه رب العباد وليس أحد من عباده الضعفاء، ولأننا مستسلمون لموجه شرائع وقوانين دولية بعيدة عن منهاجنا هذا فسيظهر في مجتمعاتنا ما ظهر في مجتمعات الغرب من جرائم لا يمكن وصفها أو تخيلها. أما نحن كمسلمين فنعلم أن دم المسلم على المسلم حرام وكذلك عرضه وماله. فإلى متى الانتظار يا أصحاب القرار؟! ويا أيها العلماء والقادة والمفكرون؟! هل تنتظرون حتى يأتي اليوم الذي لا تأمن فيه إحدانا على نفسها من قطاع الطريق هؤلاء؟! هل تنتظرون حتى تهتك أعراض وتسرق نساء؟! أين الحمية والنخوة والشهامة يا هؤلاء؟! ها قد أصبح حكم القبيلة فوق حكم الدولة، فأين هو القانون وأين هي السلطة وأين هي الديمقراطية؟! بيت السعيد هو بيتنا، واختطاف أحد أبنائه إهانة لنا، وهذه كلمة حق أقولها وليس بيني وبين بيت السعيد مثقال ذرة من مصلحة اللهم إلا أن أكون دالة على الخير معهم وكانوا هم فاعليه. أما وقد وصلت القبيلة إلى عقر دارنا في تعز فهذه والله صفعة على وجه الحكومة المتقاعسة والأمن المتخاذل عن حماية مصالح الناس، ولعلي لن أكون مخطئة إذا قلت إن محافظنا الفتي يحمل جزءاً من هذه المسئولية الأمنية فهو يعلم يقيناً كيف أصبحت تعز مسرحاً لمباريات العنف والمزايدة بمصائر الناس عبر انتماءات حزبية متعصبة ومناكفات عرقية لا أساس لها في ثقافة المحافظة، بالإضافة إلى وجود تلك الذئاب الجائعة من المتسلقين على ظهر تعز والذين ينتظرون فقط أن تسقط الفريسة!. إننا نأمل أن يستوعب الأخ المحافظ حاجة تعز لانتشار أمني منقطع النظير ودائم ومتجدد ولا يتم إلا وفق منهجية تكتيكية متطورة. وكلنا أمل أن تعود المياه إلى مجاريها بعد هذا الطوفان الذي اقتلع كل بذرة أمل في داخلنا، ولن نقول إلا حسبنا الله هو نعم المولى ونعم النصير. رابط المقال علي الفيس بوك