نحمد الله في اليمن أن معظم إن لم يكن كل المواد الغذائية منتجة محلياً.. لكن ما نعانيه هو عدم الاتجاه حتى الآن نحو إنتاج الحبوب، وأهمها على الإطلاق «القمح» و«الأرز» المستخدمة بصورة رئيسية، وواسعة كغذاء إنما ما يخفف العبء في هذا الجانب ان اليمن ينتج الحبوب الأخرى مثل “الهند” الذرة الشامية، والحبوب الأخرى مثل الذرة الحمراء والبيضاء إضافة إلى الدخن، وهذه الأنواع من الحبوب الغذائية تستخدم بصورة واسعة في الريف اليمني بينما أعلافها توفر الغذاء للحيوان الذي يربى في اليمن مثل الماشية والأغنام والماعز كما يربي الريفيون الدواجن للانتفاع من بيضها ولحمها. لكن يظل كل ما سبق يتأثر جيداً بانحراف المطر مواعيد وكميات.. فالأمطار في اليمن ليست ثابتة المواعيد فأحياناً تتقدم في الميعاد وأحياناً تتأخر وكذلك الكمية أحياناً تكون غزيرة وأحياناً متوسطة وأحياناً قليلة وأحياناً تنعدم، وهذا يجعل المزارعين غير قادرين على تحديد موعد المطر تماماً ولا كميته، علاوة إلى ان الاعتماد على الأمطار في الزراعة له آثار سلبية حتى وإن توافرت الأمطار.. لأن المزارع لا يستطيع أن يتحكم بكمية المياه بحيث يعطي الزراعة حاجتها ثم يوقف ذلك، أو يزيدها بحسب الحاجة لأن ذلك ليس بيده وإنما بيد الله سبحانه وتعالى. وعليه فإن الزراعة تحتاج منا إلى الزراعة المروية وليس المطرية كونها أضمن وأكثر أماناً.. كون الزراعة المروية تمكن المزارع من التحكم في المياه وفقاً للفصول الزراعية وحسب احتياج كل محصول، وبذلك نستطيع أن نثبت الإنتاج كماً وكيفاً ونتغلب على التذبذب في كمية الأمطار ونتحاشى الانحرافات الزمنية لنزول المطر ويتبع ذلك أيضاً ثبات التربية للحيوانات والماعز والأغنام ونضمن زيادته وتغطية السوق المحلية باحتياجه. وفقاً لما سبق سنجد أن تحقيق الأمن الغذائي نحتاج إلى الزراعة المروية، والمروية تعتمد على مياه الري من الأنهار، أو المسيلات الصغيرة مثل الغيول، أو من المياه المخزنة في سدود أو من المياه الباطنية، وهو ما يدعو الجهات المختصة في بلادنا أن تتبنى خططاً لإنشاء السدود ومصايد مياه الأمطار مع توفير شبكات الري للمزارع، ولوازم الزراعة من مخصبات، ومن مضخات ومن حراثات ومن بذار جيدة ومن خبرات زراعية إضافة إلى قانون صارم يحرم تحويل الأراضي الزراعية لزراعة القات، إلى جانب إقامة مؤسسات تسويق تعمل على التسويق للمنتجات الزراعية وفقاً لحاجة السوق دون زيادة أو نقصان، وذلك للحفاظ على توازن الأسعار وثباتها بين المزارع والمستهلك. ومن نعم الله تعالى أن اليمن بالإمكان أن تتعدد منتجاته صيفية، خريفية وشتوية، وربيعية، أي بالإمكان زراعة المحاصيل الحارة، والمعتدلة والباردة، فقط تحتاج إلى العمل في هذا الاتجاه كما سبق وقلت في الفقرة السابقة.. والمهم الإخلاص وسوف نحقق الأمن الغذائي بل وسنصل مع العمل والإخلاص إلى توفير فائض للتصدير، وكسب العملة الصعبة.. فهل من مستمع ومخلص؟!!. رابط المقال على الفيس بوك