الثورات التي لم تكمتل هي أشبه ببروفات تمثيلية تحتاج إلى إعادة المشهد الثوري لتصحيح المسار الحقيقي ،وتحقيق أهدف الثورة. والأنظمة بما تمتلكه من قوة سياسية بنتها خلال حكمها ،من الصعوبة أن تغادر المسرح السياسي لتعطي انطباعاً للنخبة قبل العامة أن الكائن لم يكن بأحسن مما كان، ويؤكد فشل الشعوب بالثورة على أنظمتها، وأن الثورات ماهي إلا مشاهد وبروفات تمثيلية فاشلة. ليس مشكلة الأنظمة عدم تحقيق إرادة الشعوب، بل مشكلة إرادة الشعوب عدم تمكنها من تحقيق إرادتها، ومن أسباب إخفاقها القراءة القريبة للمشهد الثوري دون العمل لما بعد المشهد، وتغلغل الصف القديم الذي كان واجهة الأنظمة، والمشارك معها في كل ما لحق بالوطن والإنسان من كل ويلات التأخر والاستبداد والسيطرة على السلطة والمال مستظلاً تحت مظلة الثورة، فتمكن من تسيد مكانة في ناصيتها قافزاً على تضحيات الآخرين، وهي اليوم لا تختلف مع وعن الأنظمة فكلاهما من خلق العثرات أمام نجاح الثورات فحولها من إرادة شعبية كانت في طريق الثورات الكاملة إلى أنصاف ثورات، أو بروفات ثورية فاشلة. الأنظمة تغادر شكلياً أذهان وعقول بعض الجماهير، ومازالت راسخة عند بعض الجماهير الأخرى ذات التبعية التي لا تمتلك حق التصرف إلا بوجودها أو تحت مظلتها وتكتسب منها حصانة الأفعال والأقوال وعدم المساءلة. ستغادر الأنظمة يوماً ما الحياة، لكنها لن تغادر سجل التاريخ وأحداثه إلا إلى مواقعهم التي ارتضوها و عملوا أن يضعوا أنفسهم فيها، من الإجحاف في حق الثورات أن توءد، وتلتهمها ضباع الثورات التي تقتنص الفرائس بجهد السباع. الثورات الكاملة تناج عقول كاملة، وإخلاص حقيقي، وتضحيات لامحدودة لا تحتمل محاصصة الشوائب، والعاهات، ومتى كانت شائبة غير نقية، وغير مكتملة المعالم فهي أشبه ببروفات تمثيلية تحتاج إلى إعادة المشهد، وإعادة غربلة الصف لتكون ثورة حقيقية كاملة. رابط المقال على الفيس بوك