ينبغي أن يكون استاذ الجامعة قدوة صالحة ومثلاً اعلى لطلابه , سواء في علمه وأدائه الاكاديمي أو في مظهره وسلوكه وتصرفاته وتعامله مع طلابه وزملائه والآخرين داخل وخارج الحرم الجامعي ، ولكننا للأسف الشديد نجد اليوم في اروقة الجامعة أساتذة أو بمعنى أصح أشخاصاً حاصلين على شهادة الدكتوراه لا يستحقون مطلقا لفظ «الاستاذ الجامعي» من وجهة نظري . لما يمارسون من أعمال وتصرفات بعيدة كل البعد عن آداب وأخلاقيات العمل الاكاديمي , سواء مع زملائهم أو طلابهم ، فالبعض منهم شغله الشاغل داخل الكلية أو الجامعة الكيد لزملائه وإثارة الفتنة والبغضاء فيما بينهم ، ومحاولة الإساءة والتشهير ببعض زملائه إما بدافع الحسد والغيرة منهم أو لأسباب ودوافع أخرى شخصية او سياسية وحزبية في بعض الاحيان . كما أن البعض من هؤلاء ( المنتسبين خطأ للعمل الاكاديمي ) يكرهك ويحقد عليك كزميل له هكذا فجأة و بدون مقدمات ودون أن تكون قد أخطأت في حقه أو تسببت له بأي إساءة اصلا من قريب او بعيد . وبعضهم يحقد عليك ويحاربك دون ان يعرفك كثيرا أو يتعامل معك, ربما فقط لأنك لا تنتمي الى «شلة الانس أو المقيل» التي ينتمي اليها أو لأنك على خلاف مع احد اعضاء هذه الشلة , دون ان يكلف نفسه حتى مجرد معرفة ابعاد وأسباب وحقيقة هذا الخلاف منك شخصيا أو من زميل آخر محايد «خارج الشلة» والبعض منهم كما اشرنا سابقا قد يحقد عليك ويكرهك حسدا وغيرة من نجاحك أو وضعك الإداري أو الاكاديمي أو الاجتماعي أو المالي . أو بسبب عدم انتمائك الى الحزب او التنظيم السياسي الذي ينتمي اليه . وأيا كانت الاسباب والدوافع التي تجعل مثل هؤلاء الاشخاص النشاز في بيئة العمل الاكاديمي يمارسون تصرفات وممارسات غير اخلاقية وغير اكاديمية مع طلابهم او زملائهم .تسيء لسمعة القسم او الكلية والجامعة وتشوه العلاقة الطيبة التي يجب ان تسود بين زملاء المهنة وبين استاذ الجامعة وطلابه , فإنه لابد من الوقوف بحزم إزاء هذه التصرفات والممارسات السيئة ومن يقوم بها ويدعمها ويشجعها في اروقة الجامعة ، بحيث يكون الحرم الجامعي ويظل دوما بيئة نظيفة وطاهرة ومشجعة على الاداء والإبداع والبحث الاكاديمي . وهذا يقتضي من القيادة العليا في الجامعة والتعليم العام وضع ميثاق شرف لآداب وأخلاقيات وقيم العمل الاكاديمي . يلتزم به كل من يمارس العمل الاكاديمي في الجامعات اليمنية . وختاما يمكننى القول بأن الجامعات اليوم ليست مؤسسات معنية فقط ببناء الانسان علميا او اكاديميا , بل هي بالضرورة معنية ايضا ببناء الانسان او الطالب الجامعي اخلاقياً , ليكون عنصراً مفيداً وفعالاً فى المجتمع , ومن هذا المنطلق فإن على الجامعات أن تحرص على تنمية بيئة أخلاقية داخلها ، و إلا عجزت عن النهوض برسالتها ، فلا انفصال بين تحقيق رسالة الجامعة و بين التزامها بالأخلاق . و الاستاذ الجامعي هذا الانسان الذي يمثل صفوة الطبقة المتعلمة يفترض ان يكون قمة في كل شيء ورأس ذلك الأخلاق ، اخلاق المهنة التي تبوأ مكانتها ، ومن ثم الأخلاق الفاضلة التي يجب ان يتحلى بها كل انسان قويم ، فما بالك اذا كان هذا الانسان استاذا جامعيا يربي الأجيال ، ويرفد الوطن بخيرة الشباب والخبرات ليتخرجوا من تحت يديه قياديين أمناء على مصلحة الوطن وصون مكتسباته ، للوصول به الى مصاف الدول المتقدمة حضاريا . رابط المقال على الفيس بوك