وسيلة وحيدة وأخيرة تُمكّن الإعلامي أو الصحفي من حفظ ماء وجهه والتمسك بعمله الوحيد ومواصلة المشوار مع الميكرفون والقلم، وأظنها الوسيلة الناجعة التي تضمن بقاء الصحفي يمارس مهنته بلا ضغوط وتهديدات بالتصفية عبر رسائل sms والمضايقات الأخرى المتعددة والمتنوعة تنوع الأسلحة البيضاء والسوداء والرمادي والكحلي المتفشية والمنتشرة في بلادنا، وطبقاً لقول الشاعر وداويها بالتي كانت هي الداء، وصار حرياً بالصحفي امتلاك كلاشنكوف بحزام طويل يعلق به الكلاشنكوف على الكتف ويطلق العنان لشعر رأسه حتى يغطي الأكتاف، ويرتدي معوزاً قصيراً بالكاد يغطي الركبة وخمسة محررون على نفس الشاكلة يرافقوه بأسلحتهم، إلى جوار الكاميرا والمسجل والعدة اللازمة للعمل الصحفي، وقديه مجنانة مافيش حل ثاني، غير أن تترك الصحافة وتتكل على الله تبحث لك عن عمل ثاني ولو رقاصة .. طبيعي .. أما أن تعيش عدداً من المشاهد المروعة تشبه تلك التي في أفلام الرعب الهيولودية بعد كل خبر يتم نقله لصحيفة أو مطبوعة أو قناة فذاك والله هو التعب بعينه وعيشة الجن المنغصة، خاصة إذا ما تواجد صحفي معين في مجتمع يجيد البقبقة فقط .. مجتمع بأفراد بالكاد حفظوا رقمه وهات يا اتصالات عقب كل حدث وموقف.. هيا أين أنت.. جي صوّر .. تعال شوف .. تكلموا يا صحافة .. وبعد نقل الخبر أذهب أنت والصحافة في داهية يقتلوك.. يبهذلوك.. يضربوك.. ولا تسمع كلمة وكأن جوالك من الصم والبكم ومن ذوي الاحتياجات الخاصة. في البيت أيضاً أمك وأخوتك لا يألون جهداً في تأنيبك وتوبيخك ودحسك يا أخي ما معك من الصحافة دور شغلانة ثانية، وأم العيال تتوعدك بقولها شوف إذا لم تترك هذه المهنة سأصحب أولادي إلى بيت والدي وأنت أفعل ما بدالك. يعني بالمفتوح أترك المحيط الذي تعيش فيه على كنف الله أو على كف إبليس، وأسكت وما يحدث يحدث مالك دعوة منه.. سرق.. نهب.. فيد.. لطش.. ظلم.. كذب.. قطع طريق.. فساد.. لأن المسدسات التركي والأسباني والمكروف والأوالي، وعلى أقل تقدير الهراوات والبوقص تنتظرك في أطرف زقاق وأقرب شارع لمنزلك، هذا إذا لم يحدث ذلك بباب بيتك جهاراً نهاراً، ويبقى شرط أن تكون لديك جاهزية مالية مودعة لدى صديق أو جار لمواجهة هذه الطوارئ لزوم العلاج والحقن والمجارحة، ومن بعدها مافيش خروج بعد المغرب.. أعجبك أو أضرب رأسك في الحيط أنت ونقابة الصحفيين ومداد البيانات والمنظمات الحقوقية والبعسسة، وطز بالداخلية التي في البيت والداخلية التي في الحصبة.. هناك حل آخر بالإمكان استعارته مؤقتاً من القتلة إلى حين يفرجها الله وهو الهروب إلى أقرب قبيلة والاحتماء بشيخها بعد كل خبر تنقله، وذلك سيكون اخرج لأي شيخ يحمي صحفي فلا أطقم ستصل العزلة أو القرية ولا غريم سيطالب بتسليم الصحفي اللائذ بالشيخ للدولة، أنما قد تتفاقم المشكال إذا قام الشيخ بصد الصحفي ورفض نصرته قائلاً له أيش من صحافة يا ولدي روح أقتل وتعال وأنا أحميك مدى الحياة من الهبالة.. وفي هذه الحالة مالها سوى العودة لمن يطاردوك وتسلم نفسك لهم ويقع لك ضربة بالحلا، ومخارجة من الفيلم هذا كله. رابط المقال على الفيس بوك