القرآن الكريم ذكر السلم و السلام ومشتقاته أكثر من مئة مرة وذكر كلمة الحرب ومشتقاته ست مرات فقط .. بمعنى ان الأصل في ديننا الحنيف هو السلام والقتال استثناء أهم غايته دفع الأذى عن المسلمين من عدو صائل ....ومن المسلمات في ديننا الحنيف حرمة إهدار الدماء أياً كانت بل الإسلام يحرم ويجرم قتل الحيوان إن لم يكن القصد أكله وحتى لا يصبح عبث وفساد في الأرض.. كانت أرض العرب قبل الإسلام ساحة للقتل الجماعي واستباحة الدماء و الأعراض وكانت القبائل العربية في صراعات مستمرة وكانت هذه الحروب تتغذى على القيم الجاهلية التي توارثها الأبناء وكانت العصبية على لسان شعرائهم .. وكان المستفيد من هذه الحروب بدرجة أساسية هم اليهود إلى جانب الروم والفرس الذين حققوا أهدافهم بسبب ضعف العرب وتمزقهم .. وجاء الإسلام ليصنع للقبائل العربية بدرجة أساسية وحدتهم وعزتهم وكرامتهم وحرم العصبية ودعوى الجاهلية وأقام الأخوة القائمة على روابط العقيدة وأن لا فرق بين أسود وأبيض إلا بالتقوى ثم تحولت الأمة العربية إلى أمة متماسكة .وجاء عن ابن جرير أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل يدعى شاس بن قيس وكان شيخاً كبيراً شديد الكفر و الحقد للمسلمين فمر على جماعة من الأوس والخزرج مجتمعين في مجلس واحد فغاضه اجتماعهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم فأوجس في شاب يهودي ليذكر الأوس والخزرج بماضيهم حتى استطاع إيقاد الفتنة فحمل السلاح بعضهم على بعض فوصل الأمر إلى رسولنا الكريم فنادى الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم ...الخ. فألقوا السلاح وتعانقوا .. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ كرامة الناس ووحدتهم وأمنهم وحرمة دمائهم وأموالهم قال تعالى : ومن قتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً ).. وكما قال رسولنا الكريم لا يزال المؤمن في فسحة من دينة مالم يصب دما حرام ....وكما حرماً الإسلام على المسلم أن نقتل مسلماً ووضع الضوابط والعقوبات في الدنيا والآخرة ،حرم على الأمة أن تتحول إلى شيع وأحزاب يستحل بعضها دما ء بعض وأن تتحول إلى غابة يأكل القوي الضعيف وان الذين يقومون بالاغتيالات السياسية أو الطائفية للأفراد والجماعات في غضب الله ذلك على جميع الأحزاب والمكونات السياسية التكاتف لوضع حد لما يشهده وطننا الحبيب من نزيف للدم حيث ان إدانة الاغتيالات السياسية لا تمثل جزءاً من اللعبة السياسية وبات معروفا لدى الجميع ان الإدانة أو الغزاة (بروتوكول) للتلاعب بعواطفنا واستهتار بمشاعرنا وأصبحنا تحت رحمة وسائل الإعلام ..فما شهدناه في حادثة وزارة الدفاع والتي خلقت أجواء من الخوف وأصبح الدم اليمني المراق مادة خصبة للكتابة والتحليل بدلا من أن يكون قضية إنسان يناضل بحثا عن حرية وحياة كريمة الأمر الذي يوكد أن هناك أزمة ضمير.