المؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية هو من يقدّم القول الأمين ويترجمه بالفعل الصالح, ولكن يبدو أننا في زمن مقلوب رأساً على عقب، فمن يلهث وراء الإثارة والفتنة وإشعال الحرائق وإشاعة الفوضى وتمزيق المجتمع هو صاحب الحظوة في الحصول على الحقوق, من يتطاول على الوطن وقدسية ترابه الطاهر وكل إنجازاته ويستخدم القبح والبذاءة في تناول الآخرين فإنه بذلك قد امتلك صك الغفران الذي يوصله كالبرق إلى تحقيق منافعه الخاصة وابتزاز البلاد والعباد تحت ذلك المعنى الأكثر قبحاً وفجوراً في حق الوطن وأهله. إن البعض من القوى السياسية لاتدرك أن الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية أساس إعداد الإنسان الذي يبني ولايهدم, الذي يرمم جدار الوحدة الوطنية ولا يزيده تمزيقاً, ولأنها لاتدرك هذه الحقيقة فإنها تخطئ في الاختيار, بل إن بعض القوى السياسية التي جعلت من الغاية تبرر الوسيلة منهجاً في الحياة السياسية تتعمد تجاوز الثوابت الدينية والوطنية والانسانية بوعي كامل, لأن مثل هذه القوى قد فقدت قدرتها على كسب الناس بسبب ارتهانها للغير وانطلاقها من غير قدسية التراب اليمني، الأمر الذي جعلها مجرد أدوات مملوكة للغير يحرّكها كيف يشاء لتدمير الوطن والنيل من وحدته وأمنه واستقراره. لم أكن منفعلاً ولا مستغرباً عندما وقفت بعض القوى تمجد التشظي واستجلاب الدمار لوحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة, ولكنني حزنت كثيراً عندما شاهدت أساليب التدليس على الشعب من خلال البهرجة المزيفة, والأكثر حزناً أن تلك الوسائل التي يُنفق عليها من أموال الشعب لم تقدم قراءة موضوعية للوثيقة وإنما أجرت الاستطلاعات والمقابلات بأساليب الإيحاء والتمجيد لتلك الخطوة. إن استغفال الشعب والاستهانة بقدراته على كشف الحقيقة من أعظم الأمور التي تحجب الثقة وتعزّز عدم مد جسور الثقة مع من لايحترم رغبة الشعب في بناء القوة الوطنية التي تصون السيادة وتدفع باتجاه تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية, ولذلك سنظل ننحت في الصخر من أجل حماية الوحدة اليمنية وصيانة السيادة المطلقة وبناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة مهما كانت المخاطر, لأن اعتصامنا بحبل الله المتين هو عنوان النبلاء بإذن الله.