«مرافقو مسئول محلي يضربون مواطناً في تعز حتى الموت» نحن أمام مواطن يموت ضرباً وليس ثعباناً ساماً ياجماعة ، هذا الخبر ليس في إسرائيل ولا في جنوب افريقيا أيام الفصل العنصري ولا أيام الهمجية القديمة التي كانت تقسم الناس الى فئات بحسب قربهم من الآلهة، فالحكام خلقوا من جبهة الآلهة والعسكر من الساعد والتجار من الفخذ أو البطن وبقية الشعب مخلوقون من قدم الآلهة، كان هذا أيام همجية ماقبل التاريخ لتبرير قتل الناس واستعبادهم، وعلى هذا كان بإمكان فئة الحكام أو الطبقات النبيلة أن تقتل أي مواطن عادي بمجرد أنه لايروق لها شكله أو صوته ما بالك إغضابها، وكانت القوانين تقرر حلق رأس القاتل النبيل كعقوبة على قتل الانسان العادي الذي ينتمي إلى عامة الشعب وعزله من منصبه، هذا في القوانين الهمجية في ما قبل التاريخ، فهل صرنا نحن اكثر همجية بحيث يزيد احترامنا للقتلة بعد كل جريمة تستبيح الدماء اليمنية ، إنها معركة الإنسانية مع العدالة والمساواة منذ فجر التاريخ وهي رسالة المصلحين والأنبياء في مواجهة طغيان الإنسان على أخيه الإنسان وهمجيته ، تكون هذه الهمجية مضاعفة عندما تجري من مسؤولين يفترض بهم أن يحموا الناس وقانون العدالة ،وفي القرن الواحد والعشرين فازت الشعوب في انتزاع العدالة والمساواة وأصبحت ميزة الشعوب المتحضرة هي المساواة والانتصار لحقوق الإنسان وهي العلامة المميزة للشعوب الحرة ...الناس مذهولون من الجريمة التي ارتكبها مرافقون تابعون لمسئول في مديرية التعزية.. إنها جريمة تهز عرش الرحمن وتهز كل إنسان وهي أوحش طريقة .. ضرب بأعقاب البنادق لمواطن أعزل حتى الموت، إذاً هي صورة غير طبيعية تعكس الاستهانة بدم المواطن اليمني وبُعد المسؤولين ومرافقيهم عن جوهر القانون. «الرحمة هي جوهر القانون» ومن لايملك في نفسه رحمة لايصلح أن يكون مسؤولاً عاماً ،بل ولايصلح أن يكون مواطناً صالحاً. إن القانون هو أمان ومن يتبع هذه الطريقة لايريد أن يفرض هيبة الدولة بل يريد أن يقوض الدولة لحساب شريعة الغاب ...الجريمة لامبرر لها على الإطلاق ولا أدري كيف سينام المسؤولون تجاه هذا الجُرم هل سيعاقب المعتدون أم أنهم سيقابلون كالعادة بالاحضان وينبري من يدافع عنهم ، بل ربما نرى مكافآت وترقيات وكأن قتل المواطن وإهانته واستباحة دمه لايستحق حتى تطبيق شرائع همجيات ماقبل التاريخ؟ إن قتل مواطن ضرباً حتى الموت وكأنه ثعبان سام ،هو اختبار لضمير وكرامة الحكومة والمجتمع الذي عليه أن لايترك مثل هذه الجرائم تمر دون ردع حقيقي وعدالة تحفظ للمجتمع كرامته وتبقي القانون ورجال القانون رجال رحمة وليس رجال عذاب وانتقام ووحشية.. هناك جرائم تهز وجدان المجتمع وتعكس خللاً فظيعاً في معايير المسؤولية بل وثقافة المجتمع وقيمه وتوجب أن تقوم الدنيا ولاتقعد حتى تحقق العدالة لأن تمريرها يكون قبولاً بإهانة الشعب كله وإباحة دمه أمام كل من يملك بندقية . [email protected]