المواطن اليمني مواطن بسيط إلى حد التماهي، فهو مواطن بسيط للغاية لا يريد إلا أن يعيش بأبسط المقومات الحياتية لأي شعب في العالم.. هو لم يحلم - مجرد الحلم - بالرفاهية. ولم يحلم - مجرد الحلم - بالرقي. و لم يحلم - مجرد الحلم - بأن يدخر من معاشه، إذا كفى المعاش لآخر الشهر فخير وبركة. هو لا يريد أن يعيش مثل دول الجوار لا .. لا ليس لديه هذا الطموح «العظيم» هو يريد أن يكون من دول «الكفاف»! هو يريد مجرد توفر الخدمات ، الخدمات فقط ، وليس «المنجزات»! فهل يفهم السياسيون هذه البساطة المتواضعة إلى حد الصمت؟ ليتهم يفهمون! وليت أن المثرثرين من أهل اليمين أو اليسار الذين ملأوا الدنيا تنظيراً و فكراً ، أريدهم أن يقدموا مشروع حياة. مشروع يغيث ملهوفاً. أو يشبع جائعاً. أو يحسّن تعليماً. أو يبني مصنعاً. أو يكسر سجناً. أو يطوّر بحثاً علمياً. أو يطوّر رعاية صحية. أو .....إلخ. باختصار، مشروع حياة لا مشروع ممات! فهل يستطيعون؟ بدلاً من القعود للتنظير منذ فترة طويلة: «يجب أن نعمل ....» «ينبغي للوزارة الفلانية أن تفعل....» «على الوزارة العلانية أن تفعل....» وهكذا دائما في «مقايلنا» أو على الجانب الآخر نظل ننقد: «هذا الوزير فاسد....» «هذا المسؤول غير كفء....» «هذا الحزب لا ينفع ....» «ذاك الفلان ....» حتى لا يضيع البلد بين مطرقة «التنظير» وسندان «النقد»! وأخيراً: أينما وَلَّيْتَ وجهكَ: كلُّ شيء قابلٌ للانفجارِ «محمود درويش - من قصيدة مديح الظل العالي».