يعتبر ظهور الصحافة الإلكترونية العامل الرئيسي في اختفاء العديد من الصحف اليومية، كما هو الحال في الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من البلدان، وأصبح هناك تحول كبير في مجال الملكية فهناك صحف كثيرة أصبحت ملكيتها للشركات بسبب الصعوبات التي تواجه الصحف المقروءة منها الضائقة المالية والبطء في إيصال الخبر نظراُ للمنافسة الشديدة من قبل الصحافة الإلكترونية والمواقع الإخبارية مثل الأنترنت وغيره، حتى أصبحت الصحف تعتمد وبشكل كبير على هذه المصادر والتماشي مع المناخ السائد رغبةُ منها في المحافظة على المعلنين بالدرجة الأولى والقراء بالدرجة الثانية ...يبدو أن وسائل الإعلام المقروءة أصبحت بحاجة ماسة إلى إحداث الكثير من التحولات ضماناُ لاستمراريتها بسبب اعتمادها على موارد قد تكون غير مضمونة في المستقبل القريب بما فيها الإعانة التي تحصل عليها الصحف القومية من الدولة والتي يعول عليها الكثير مقابل أن تتماشى هذه الصحف مع سياسة الدولة وخطابها الإعلامي ...وهنا يتبادر إلى الذهن مستقبل الصحف القومية في بلادنا في ظل تلميحات بإلغاء وزارة الإعلام والذي بدوره سيؤدى إلى قيام الدولة برفع يدها تدريجياُ عن المؤسسات الإعلامية بحجة الإعلام الحر ..وفى مثل هكذا تحولات لزاماُ على المؤسسات الإعلامية التي يرتكز عملها على إصدار الصحف اليومية والأسبوعية إعادة النظر في فلسفتها الإعلامية في ظل المنافسة الشديدة من القنوات الإعلامية الفضائية والإنترنت، الذي أصبح وسيلة إعلامية هامة ومصدراً أساسياً إلى حد ما للكثير من الأخبار، فضلاُ لما تمتاز بها هذه المواقع من سبق صحفي وقدرة على نقل الحدث من الموقع للمشاهد وهذا بدوره يسبب حرجاً للصحف المقروءة عند تناولها لخبر قد مضى على نشره زمن... أضف إلى ذلك قدرة المواقع على المرونة في تحديث أخبارها مقارنةُ بصعوبة ذلك في الصحف بالإضافة للنفقات التشغيلية البسيطة في المواقع الإلكترونية عن ماهو عليه الحال في الصحف، وهذه المؤشرات تعتبر سبباً كافياً لضرورة إعادة النظر في الوسائل الإعلامية المقروءة وبالذات الصحف القومية إن أرادت المنافسة والبقاء كالتحول لقنوات فضائية ومطابع تجارية إلى جانب مهامها الأمر الذى لا يجعل منها عديمة الفائدة.