19 مارس 2007م في هذا اليوم أعلن فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية هذا التاريخ يوماً للإعلام اليمني وهو بمثابة العيد السنوي للعاملين في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وذلك على هامش حفل تدشين بث قناتي «يمانية» و«سبأ» ضمن باقة اليمن الفضائية ولاشك أن تخصيص هذا اليوم للاحتفاء به يمثل تكريماً رئاسياً للعاملين في الإعلام والصحافة بمختلف مسمياتها.. وها نحن هذه الأيام نحتفي بالذكرى الثانية لهذه المناسبة في ظل اجواء مناسبة وواقع متميز تشهده مختلف وسائل الإعلام .. حيث حققت طفرة إعلامية مشهودة ,فعلى صعيد الإعلام المرئي فقد شهد هذا القطاع تحولات نوعية ,حيث تم اطلاق قناة «الإيمان» الفضائية الدينية, وتم إحداث تغييرات فنية ومهنية على القناة الفضائية والتي تحولت إلى قناة اليمن وتم أيضاً دعم وتعزيز دور قناتي عدن وسبأ ,وتم نقل بث كافة القنوات الفضائية اليمنية من عربسات إلى النايل سات بهدف إيصال الرسالة الإعلامية لهذه القنوات لأكبر عدد ممكن من المشاهدين وهناك توجهات لاطلاق قنوات فضائية جديدة تضاف إلى باقة الإعلام المرئي في بلادنا ,كما شهد القطاع الخاص ميلاد ثلاث قنوات فضائية أهلية وهي السعيدة وسهيل وأخيراً العقيق وهناك طلبات عديدة في انتظار صدور قانون خاص بالفضائيات الخاصة , وعلى صعيد الإعلام المسموع فقد تم تقوية الارسال الخاص بإذاعة صنعاء وإذاعة عدن ,كما تم تحسين مستوى الأداء للإذاعات المحلية وهناك خطة لإنشاء إذاعات محلية في بقية المحافظات التي لاتتوفر فيها. وعلى صعيد الصحافة فقد شهدت الصحافة الرسمية نقلة نوعية في مستوى الإداء وتعززت ثقة القارئ بها بعد أن وجد فيها فسحات واسعة من الحرية وسلطت الضوء على قضايا المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم، وأضفت الملاحق الصادرة عن المؤسسات الصحفية الرسمية مؤسسة الثورة ومؤسسة الجمهورية ومؤسسة 14 أكتوبر و26 سبتمبر ووكالة الانباء اليمنية سبأ طابع التنوع عليها بالإضافة إلى مشاريع التطوير والتحديث التي شهدتها في جانب الطباعة والإخراج الصحفي وغيرها من الجوانب الفنية من خلال تزويد هذه المؤسسات الصحفية العملاقة بمطابع حديثة ومتطورة وتقديم الدعم اللازم لأداء الرسالة الصحفية على أكمل وجه ,وفي المقابل شهدت الصحافة الحزبية والأهلية نمواً مضطرداً وتزايدت أعداد الصحف والمطبوعات الجديدة ,حيث تتمتع هذه الصحف بسقف حريات عال جداً وهو مايؤهلها لتطوير نفسها والارتقاء برسالتها الإعلامية لما من شأنه تحقيق الأهداف المتوخاة منها وعلى الرغم من تجاوز الكثير منها للحرية الصحفية المكفولة بموجب قانون الصحافة والمطبوعات إلا أن المناخات الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير تدفع بالسلطات الرسمية إلى تجاوز ذلك من أجل اعطاء فرصة لهذه الصحف لتصحيح مسارها ومعالجة الاخطاء والتي أوقعت نفسها فيها.. وعلى صعيد الإعلام الالكتروني فقد حققت بلادنا نقلة كبيرة في هذا المجال من خلال ازدياد أعداد المواقع الالكترونية عبر شبكة الانترنت والتي باتت اليوم تنافس الإعلام المقروء والمرئي نظراً لكثرة الاشتراك عبرها وسهولة الحصول على أدق التفاصيل وأهم الأحداث فور وقوعها . ومما لاشك فيه أن ماتحقق يعتبر جيداً جداً بالمقارنة مع ماكان عليه الوضع في السابق ولكن لايعني ذلك أن تقف طموحاتنا وتطلعاتنا عند هذا الحد ,فطموحاتنا كبيرة وتطلعاتنا أكبر ودائماً مجال الإعلام متغير فهو في تطور مستمر وعلينا إذا ما اردنا المنافسة ومواكبة هذا التطور لحظة بلحظة والحرص على على أن تكون الخطوات التي نتخذها في جانب الإعلام مدروسة بعناية لكي لانقع في المحظور.. وبهذه المناسبة فإنني اضع ملاحظة على طاولة وزير الإعلام الاستاذ حسن اللوزي وهي عبارة عن مقترح أتمنى أن يتم مناقشته ودراسته فقد قرأنا عبر الصحافة المحلية أن هناك توجهات لاطلاق فضائية جديدة في حضرموت، فمن حق حضرموت المحافظة اليمنية المترامية الاطراف أن تحتضن قناة فضائية فيا حبذا أن نختار لها الاسم المناسب. ولي ملاحظة اخرى وهي ألا نستعجل في اطلاق فضائيات جديدة قبل أن يتم استكمال البنية التحتية الخاصة بها فالعبرة ليست بالكم ولكنها بالكيف والمحتوى والمضمون فالفضائيات بحاجة إلى مبانٍ ومنشآت واستديوهات وتجهيزات وأدوات ومعدات وكوادر مؤهلة قادرة على أن تجعل من رسالة هذه الفضائيات إضافة نوعية للإعلام المرئي فما أكثر الفضائيات في عصرنا ولكننا إذا ما تلمسنا الفائدة التي تعود على المشاهدين منها فإنها تكاد تكون محدودة ومن خلال فضائيات معينة وهي مسألة ينبغي التركيز عليها إذا ما اردنا التميز في هذا الفضاء الإعلامي الواسع. وبالعودة إلى الذكرى الثانية للإعلام اليمني والتي تأتي في الوقت الذي مايزال العاملون في وسائل الإعلام الرسمية بانتظار التوصيف الوظيفي الخاص بهم والذي من شأنه تحسين مستوياتهم المعيشية والوظيفية ويحدونا الأمل أن يرى هذا التوظيف النور خلال أشهر العام الحالي لينعم الصحفيون بحياة كريمة بعيداً عن المعاناة والمتاعب الناجمة عن تدني رواتبهم والتي لاتتناسب مع طبيعة عملهم ,والأمل أيضاً يحدو الصحفيين العاملين في الصحف الأهلية والحزبية في أن يطالهم من الحب جانباً بما يحسن من أوضاعهم المعيشية في ظل معاناة العاملين فيها من تدني رواتبهم وتعرضهم لتعسفات ومضايقات من قبل ملاك هذه الصحف أو القائمين عليها.. كل الأمنيات بأن نحتفي بهذه المناسبة بإذن الله في العام المقبل في ظل ظروف معيشية ووظيفية أكثر تمييزاً واستقراراً يعيشها العاملون في الوسط الصحفي والإعلامي بما يمكنهم من اداء رسالتهم الإعلامية المنوطة بهم على أكمل وجه وهي أمنية كل الزملاء العاملين في مختلف وسائل الإعلام. وفي الأخير انتهز هذه المناسبة لأبعث بأصدق التهاني وأطيب التبريكات لكافة الزملاء والزميلات العاملين في وسائل الإعلامية اليمنية المختلفة في عيدهم السنوي وأسأل من المولى عز وجل أن يمنّ بالشفاء العاجل على الزملاء الذين داهمهم المرض وأخص بالذكر هنا الزميل العزيز يحيى علاو والزميل العزيز عبدالقادر محمد موسى.. وللجميع عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.