متى ستتجاوز شوارعنا هذه المطاردة الوحشية التي يلاحقون بها هؤلاء القتلة راكبي الدراجات النارية العسكر في مختلف الرتب والمناصب واصطيادهم من بين البشر برصاصة قاتلة ومن ثم يولون فارين إلى مخابئهم دون ملاحقة أو رادع وغير مبالين من أي شيء ومن أي عواقب..؟ وإلى متى سيظل العامة من الناس في هذا الجمود منحازين إلى سبيل حالهم عند وقوع مثل هذه الحوادث دون الالتفات إلى هذا المصاب أو ذاك الملقي بدمائه بالشارع بعد أن استهدفته رصاصة القتل وهو في هذا الوضع بين الحياة والموت يتضرع جوارهم بعين الرحمة لمن فيه الرحمة ليسارع على الأقل النظر بما يجب عليه القيام به تجاه هذه الحالة الإسعافية المرمية على الأرض دون إهمال..!؟ فما الذي غيّر الناس ،وما الذي يجري هناك من قتل لمنتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية في شوارعنا وأماكننا العامة؟، ومن المؤسف أن يقع أو يحصل في اليمن.. كل ذلك يجعلنا أيضاً بكل إصرار نتساءل: من أين جاء لنا هذا الفعل؟ ومن الذي له مصلحة في قتل إخواننا وأبنائنا و أعز أحبابنا من منتسبيي المؤسسة العسكرية والأمنية من خلال هذه الجرائم الدنيئة والجبانة، وما الذي يجني هؤلاء من هذه الفعال الإجرامية من ربح.. سوى الخزي والعار واللعنة عليهم إلى يوم الدين.. في هذا الفعل طاردت يوم أمس رصاص القتل المقدم عبد الغني الترجمي، فأرتدته بالشارع العام مضرجاً بدمائه وبإصابته القاتلة دون أن يحرك أحد منا ساكناً حتى من الناس الذين في جواره، مشغولون في حديث جانبي يتأملون المشهد دون أن يتحرك ضميرهم للتأكد من أن المصاب مازال حياً أو ميتاً، بل تركوه في مكانه ينزف الدماء على مدى نصف ساعة دون أن يقوموا بأي واجب إنساني، حتى جاءت الرعاية القدرية و بعثت ذلك الإنسان الذي كان مروره عفوياً من المكان الذي وُجد فيه «الترجمي» ووجده وهو في تلك الحالة بحاجة لمن يقوم بإسعافه بدلاً من أن يقف مسلوباً.. وبالفعل استطاع القيام بهذا الواجب واستطاع إسعاف «الترجمي» في آخر لحظة إلى سرير العناية المركزة ليكون بين أيادي القلوب الرحيمة يتلقى الرعاية الطبية ولولا ذلك الواجب لربما كان «الترجمي» في ثلاجة الموتى .. لكنه مازال حتى هذه اللحظة في وضع حرج يطلب مننا جميعاً الدعاء لصاحب الأمر اللطيف اللطف بما قضى وقدر بمصاب الترجمي .. اللهم لطفك ورعايتك وعنايتك بالترجمي يا أرحم الراحمين. رابط المقال على الفيس بوك