ليس أمامنا كشعب سوى اجتياز وعي السلبية واحترام إيجابية الحلم الجمعي في أذهان البسطاء الغالبية العظمى تعضيداً لمسعى دولة المواطنة والمدنية، وعلى النخبة أن تدرك أن الوعود المجرّدة وحدها لا تكفي، كما أن استمرار التمترسات بضراوة خلف أفكار وتصوّرات وآليات محدّدة في إدارة الدولة والمجتمع لابد أن يفاقم من استفزاز المخاوف الشعبية. ذلك أن الزمن للتحديات الكبرى، ولعل التمترسات الفكرية والأيديولوجية والمناطقية والمذهبية لأي منحى سياسي واجتماعي وديني هي أكبر من يعيق التجانسات الاجتماعية، وبالتالي الوطنية في أي بلد. إننا نخوض مرحلة حاسمة وذات تحوّلات حقيقية، بينما ينبغي تماماً استيعاب التحوّل التاريخي العاصف، كما ينبغي على الجميع تعزيز طموحهم الوطني بما يليق بتضحيات هذا الشعب الجبار. كذلك على كل أصحاب الطموحات الأنانية المغلقة أن يعلموا جيداً أنهم سيكونون في ندم ليس إلا؛ ذلك أن هؤلاء يصطدمون مع تطلُّعات المجتمع الحيوية في إدارة جديدة للدولة والمجتمع. وبالتأكيد ليس هناك أي مفر من الإيمان بالمواطنة وتكريس فكرة الدولة وتحقيق السلام بين الأضداد الفاعلة في المجتمع - على قاعدة عدم المساس بالتنوُّع والنضال المتفوّق من أجل حقوق المواطنين كسواسية أمام الدستور الناضج والقوانين الحيوية - وليس بالطبع العمل على تفاقم الاتجاه المعكوس السيئ والصادم والغاشم أيضاً. [email protected]