لا شك أن كل ثائر حقيقي لا يجهل معنى الثورة وأهدافها الحقيقية, ويعرف تماماً من يحاولون استدراجه لتحقيق أهدافهم الخاصة, ومن يحاولون ركوب الموجة اليوم لتحقيق حلم العودة إلى الرقص على «رؤوس الثعابين» ولو اضطرّوا إلى لبس ثوب الثائر. ندرك جميعاً أن ما وصل إليه الحال يحتاج إلى المطالبة بالتغيير, وبإسقاط الفساد, خصوصاً ذلك المحسوب على الثورة, وأنه قد آن الأوان لنحصل على تغيير حقيقي وملموس وحازم, خصوصاً في الجانب الذي يتعلّق بأمن وسلامة البلد؛ لكن لابد ألا يكون ذلك وفق هوى المؤامرة التي تُحاك على الثورة سواء من الداخل أم الخارج, ولا يكون بالجري وراء سراب ظناً أنه الحق أو الخلاص الحقيقي. ندرك جميعاً أن هناك مؤامرة لنسخ المشهد المصري بحذافيره هنا في اليمن، ولعل فشل يوم العُرضي كمحاولة صريحة جعلهم يبحثون عن حيلة ما تشبه إلى حد كبير تفويض ال 30 يونيو, لذا فالقادم الذين تدعون له سيكون مؤامرة على الثورة وليس بثورة, خصوصاً إن اعتلتها قوى الرجعية والآفلون، كونوا على حذر ولا تنجرّوا إلى فخّهم, ولتميّزوا الخبيث من الطيب، فالتنازع أول الفشل. دعوات الثورة اليوم مبرّرة, ومطالبها مشروعة, لأننا حتى اللحظة لم نجنِ سوى التخبُّط والتسويف, لكن ثورتنا اليوم لابد أن تكون مشروطة, وتسير على خط سير الثورة الحقيقية، ثورة فبراير لا تحيد عنها, ليكن يوم ذكرى الثورة يوم المطالبة باستكمال أهدافها, وليكن رفاق الثورة والساحات المعتقلون حتى كتابة مقالي هذا أول وأهم مطالبنا، ليكن رفاقنا الذين اضطرهم خذلاننا إلى خوض معركة الجوع ليذكّرونا بهم المطلب الثوري الذي نجمع عليه؛ لأن تدهوّر حالاتهم الصحية دون مبالاة منّا عدا كم منشور تضامن يجعلنا مشاركين في استمرار جرم احتجازهم. فيا حكومة الوفاق أطلقوا شباب الثورة المعتقلين ولا تضيفوا جريرة إزهاق أرواحهم إلى الجرائم الكثيرة, بحق هذا الشعب وبحق الثورة. ليكن فبراير يوم المطالبة بإطلاقهم الفوري دون استثناء, ومحاكمة المتورطين في قتل اليمنيين سواء قبل أم بعد فبراير, ومحاسبة المتورّطين في دفن اليمن حيّة لعقود في مزابل الأطماع الشخصية وصراعات أصحاب النفوذ، ومعرفة مصير المخفيين قسرياً, وتحقيق العدالة الانتقالية, وسحب السلاح, فلا بقاء لسلاح خارج سلطة الدولة, وعلى رأسهم سلاح مليشيا السيّد التي تزعزع أمان وأمن واستقرار البلد وتذهب بحلم المدنية والدولة أدراج الرياح، وتحقيق مخرجات الحوار بتبنّي هذه المطالب يمكن أن تكون ثورة تحرّك ركود الأمور في البلد. لنكُن يداً واحدة وطلباً واحداً؛ وليكن الحادي عشر من فبراير يوم الثورة على الفساد، يوم الخروج من مأزق الوفاق الذي أتى على حساب مطالبنا وتطلُّعاتنا الثورية. لا تتنازعوا ولا تكثروا الرايات, فالتنازع أول الفشل, وما الحال الذي وصلنا إليه إلا مآل ومصير من أكثروا النزاع والجدل, فذهبوا وذهبت ريحهم.