هناك جروح وآلام غائرة في جسد الأمة وجدار الوطن أفرزتها الأحداث التي شهدتها وما زالت تعيشها بلادنا اليمن.. وأدت في مجملها لبروز جملة من الظواهر الغريبة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الحضارية الأصيلة حيث امتزج الغث بالسمين كما يقال وأنتفت بعض المزايا التي كان يتسم بها اليمنيون عبر التاريخ وفي طليعتها بعض من حلقات سلسلة الحكمة اليمانية. ومن الإفرازات التي صارت اليوم تفتك بعضد المجتمع وتعمق الفرقة بين أبنائه وتلحق الضرر بالوحدة الوطنية.. غياب مبدأ ميثاق الشرف الصحفي لدى بعض الزملاء الذين هم نتاج واقع الأزمة حيث يبثون سموم حقدهم بقصد أو بدون قد ضد أي مسار يسعى لوقف نزيف تلك الجراح التي انعكست سلباً على حياة الأمة فأحدثت تراجعاً في أمنها واستقراراها وفتت من عضد أبنائها وكادت توقف عجلة دورانها. إن الإطلالات المزعجة والمقلقة لبعض الكتابات سواء في بعض الصحف أو المواقع الإخبارية الإلكترونية تستدعي من معشر الصحفيين التنبه إلى أن تلك السموم التي تلحق الضرر بالنسيج الوحدوي والاجتماعي والوطني والاقتصادي لا تمت لأخلاقيات وآداب العمل الصحفي كما أنها تفتقر للثوابت التي يؤكد عليها ميثاق الشرف الصحفي.. كما أنها تفتقد إلى المهنية صلب جوهر العمل الإعلامي والأدبي. بعض الزملاء الجدد على المهنة ربما بدافع البحث عن الشهرة.. أو الحضور في الواقع يتجاوز أبجديات المهنة ألف وباء العمل فتجد في كتاباته الغث قبل السمين والسم في العسل ولعاب قلمه يسيل في أي اتجاه دون أن تكون له محطات لمراجعة وتقييم إصاباته أو أخطائه.. فتجده يستمر في التمادي بانتهاك أدبيات المهنة فيلحق بكتاباته وتناولاته ومعلوماته الضرر بالوطن والمواطن...ليبعدها عن الأمانة الصحفية والمسئولية الوطنية وميثاق الشرف الصحفي الغائب. إن الوطن والمجتمع هما اليوم أحوج ما يكون لصحافة مهنية ولصحفيين مهنيين أكثر التزاماً بالثوابت الوطنية. اليمن اليوم بحاجة إلى كتابة وتناول يؤاخي ويوائم بين أبنائها.. اليمن تحتاج لمعاول بناء لا لمعاول الهدم اليمن اليوم بحاجة إلى الطرح والتناول الذي يجمع ولا يفرق الذي يعتمد على توطيد قيم المحبة والتسامح والألفة لا الكراهية والتناحر والاقتتال اليمن اليوم أحوج من أي وقت مضى لتكاتف وتعاضد أبنائها للبحث عن مخارج لما آل إليه وضع أبنائها وتبصيرهم بالمخاطر المحدقة بهم والتأكيد على أن ضالتهم للخروج مما هم فيه لن تكون إلا بعناوين تغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن على ما عداها ولن تكون أيضاً إلا إذا تناسينا ماضينا واستنهضنا لمستقبلنا . إن الكتابات والتناولات التي لا ترسي ولا تعزز مداميك البناء الوطني والمجتمع المتأخي لا تعكس إلا نفسية أصحابها المريضة والحاقدة على مستقبل اليمنيين ووحدتهم وتراب وطنهم. اخوتي معشر الكتاب من أدباء وصحفيين إن الوطن غارق في آلام الشقاق والنفاق ومن الأمانة علينا وبالذات من ينطلقون في تناولاتهم من رؤى والتزامات حزبية ذات مصالح وتوجهات ذاتية غير وطنية أن نتقي الله أولاً في الأمانة التي قبلنا تحملها أمام الله وأن نتمثل صحوة ضمائرنا في كل ما نكتب ونقول وأن نسهم بدورنا قبل فوات الأوان في انتشال مجتمعنا من الواقع الذي يتذمر كل منا مآله وأن نتقي الله في كل ما نسعى إليه كون أي منا مسئول أمام الله عما قال ويقول لقوله تعالى:«وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» وقوله تعالى:«يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون»...الخ». صدق الله العظيم، فهل سندرك اليوم قبل الغد ذلك اليوم الذي لاجاه ولا مال ولا ولد ولا حزب ولا منصب يشفع لك من جور مازرعت وتزرعه في الدنيا...!!