نحن في الساحات ثرنا ضد عصابة كانت تحكم بالاستبداد والترهيب والترغيب بشراء الذمم لا ننكر أنهم انقسموا وانضم للثورة من كان سندهم وكادت البلد أن تذهب إلى حرب أهلية فالدماء هدرت والأرواح زهقت معظمهم من الشباب ومن أطياف مختلفة كانت ضمن القوى الثورية و التسوية التي كانت نتاج للمبادرة الخليجية قد لا تلبي طموحات الجميع لكنها كانت إنقاذاً للوطن وإيقاف نزيف مزيد من الدماء وإزهاق مزيد من الأرواح الطاهرة وكانت تهدف إلى توافق الكل لإخراج الوطن من كل أزماته وكان لابد أن يتحمل الجميع المسئولية وفق تقاسم المهام في حكومة وفاق أي المرحلة تطلبت هذا التقاسم لكن السؤال المهم هل الكل تحمل المسئولية الوطنية ؟ اعتقد أن هناك أطرافاً وقعت على المبادرة بنوايا خبيثة وأثبتت المرحلة ما بعد التوقيع وفترة الحوار ذلك حيث تمكنت من خلق عداء بين قوى الثورة بنزعات الماضي مستغلة ما سيطرت عليه من إعلام استخدمته لتلميع الماضي وتعزير الحاضر وخلق عدو للثورة منها لتنجو وخدمتها في ذلك بعض قوى الثورة التي لم تستطع تجاوز الماضي بل مُصرة على نقل المشهد المصري لليمن وهذا ما كان يبحث عنه النظام الذي ثرنا عليه. المهم أمامنا مخرجات حوار اتفقنا عليها قد لا تلبي كل طموحاتنا لكنها تحقق ما كان بالأمس مستحيلاً ولكن تنفيذها بحاجة إلى توافق واتفاق على أن الماضي كان مراً ومؤلماً وقاسياً وسياسته أنتجت مزيداً من الصراعات والحروب والظلم والتعسف والاضطهاد وعلينا تجاوزه ونخطو معاً لبناء دولة تستوعب الكل بكل أطيافهم ورؤاهم لنتعايش بها بسلام وعدل وأمان لكن هناك من يعيق ذلك من هم؟ هم من لا يريدون تجاوز الماضي إعلامهم إلى اليوم وهو يمجد الماضي ويلمع رموزه إلى اليوم وهم يمارسون ما مارسوه بالأمس برفض الاعتراف بالأخطاء تزوير وعي الناس والتغني والتطبيل للأفراد وعدم الاقتناع بالتصحيح بل تحولوا إلى مركز دفاع عن الماضي وتشويه الحاضر الذي هم شركاء فيه أذا كيف يمكن أن ننتقل للمستقبل في ظل قناعاتهم تلك ؟ لا يمكن أن ننقذ الوطن بجناح معاق لابد أن يحمل مشروع الإنقاذ جناحي الوطن معاً فإذا كنت تفكر أنك ملاك وغيرك شيطان فأنت تعيق الوفاق. الكل يأمل خيراً ويتكلم عن بصيص أمل هذا الأمل أليس بحاجة إلى رصف طريقه ليصير واقعاً أم أننا نفخخ طريقه ببؤر صراع وعدم استقرار وتشويه وتهم وإقصاء ورفض للآخر ونتحدث عن أمل في هذه الظروف يعاق ويصعب تنفيذه واقع معاش الأمل الطاهر بحاجة إلى تضحية ليست ضرورية أن تكون دماء لأن الدماء تولد حقداً وكرهاً وضغينة وماضينا خير شاهد على ذلك لكن ممكن أن تكون التضحية تنازل والبحث عن توافق واتفاق لنخلق استقراراً ونفرش طريقاً سوياً للوصول إلى أمل منشود لكن العنجهية وتضييق الخيارات وتصعيب التسوية والتوافق لن يحقق أملاً بل يزيد الأمور تعقيداً وهذا ما هو ممارس يتحدثون عن قبول وإعلامهم يشوه ويؤجج القضايا بل يخلق منها خلافاً واختلافاً بحجة النقد المطلوب في مرحلة استقرار والوصول للهدف المنشود لكن في مرحلة البناء مطلوب العمل الجاد وتجاوز المحن معاً وفي صف واحد سلطة و معارضة لأن الكل مسئول أمام الله أولاً ثم الشعب . هل سيكون البند السابع العصا الغليظة التي تردع كل من يفكر أن الوطن ملعب للأطفال يلعبون به وهم كبار ليفكر كيف يهزم الخصم بالحيلة والخديعة لا يهم يضر الوطن أو الشعب ما يهمه هو كيف يحقق انتصاراً وإن كان وهمياً. اصحوا من سباتكم وعوا أن الوطن أغلى من كل شيء أفراداً وجماعات و أن الشعب ثائر ومنتظر خيراً منكم وإلا سيجرفكم إلى مزبلة التاريخ وفي مصالحه العامة لا يرحم فآلامه ومآسيه و مظالمه مازالت معالمها حية في نفوسهم ومشاعرهم ارحموا تُرحمون قبل أن تندموا إن كنتم تعلمون.