لكل شيء تاريخ حتى قبل فكرة وجود التقويم، تاريخ الزمن نفسه من يعرف عنه من قرأه, من تجاسر في أن يؤخّره كعمل أو فعل ما “إلى الغد” الوقت يتناسخ في التسمية؛ غير أن حساب الزمن له مجراه في تاريخ الأمم المتقدّمة والمتأخرة, والتي تصنع تأخُّرها وجهلها بنفسها أيضاً, كسمة وتميُّز وموهبة متقدّمة في “صناعة الموت” والتطرُّف والتخلُّف، وكل ذلك ناتج عن طريقة تفكير واحدة ونمطية لا تؤمن بالعلم ولا تؤمن سوى بعد الخرافة صناعة أصيلة في ثقافتها. في سياق من ذلك سينجو بالطبع إذا تحرّر الشعب اليمني من تأثيرات القطائع السلبية التي أحدثتها ولاتزال نفس المنظومة الأمنية بطابعها الشمولي العسكرتاري والتي على ضوئه حكمت ولاتزال بمنظور ثقافة الفيد وتجهيل مجتمع والمواطنين بسياسة الاستبعاد الاجتماعي وتنمية الإظلام والظلم والفساد والإفساد في بنى التعليم والشباب والكهرباء والاتصالات والداخلية والمالية والصحة والمعادن وغيرها من أنساق الوظيفة العامة التي أثّرت وتؤثّر تلك المنظومة التي تؤشّر عوامل إلى انحلالها وسقوط هيمنتها بالتدريج في ملمح ما تعكسه طبيعة صراعاتها التي لا تحمل غالباً مشرعاً وطنياً يخدم مصلحة الشعب في بناء واستقرار الحياة وفكرة الدولة الديمقراطية. ومن خلال تلك المنظومة تم ويتم حجب المعلومة والحقائق بصورة أو بأخرى لتبقى غائبة عن الشعب رغم وضوحها كما في التعاطي بعقلية اجترارية وانتهازية كرّست ومازالت أنماطاً ومراكز قوى وديباجات كهنوتية بنهج الواحد أو عائلة المصالح بتوظيف صراع نفوذها على مدى عقود وبنفس الطرق والآليات القديمة والبالية التي عفا عليها الزمن, غير أنها لم تعف حتى اللحظة هي عن المجتمعات والزمن الذي باتت تؤطّره هو الآخر عبر محاصرة وصول الخدمات الأساسية والبدهية إلى المجتمع بشكل طبيعي. [email protected]