نفس قوى الصراع بسمات تطرُّفه لاتزال تتصارع وتقتتل وتستورد وتصدّر مزيداً من أدوات القتل وأحزمة النسف الدينيميتي ومتفجرات التطرُّف المُدمر بأشكاله واصطلاحاته لكل فرصة تحوّل ينشدها المجتمع, نفس القوى كما تريد البقاء متسيّدة على حياة اليمني دائماً, وذلك عبر ارتهانها لحياة المجتمع وأحلامه وطموحاته وسيادة اليمن إنساناً وجغرافية من أجل مصالحها الضيّقة والأنانية كمراكز نفوذ وقوى تقف رغم ضعفها الكبير الذي ينشأ بفعل تواطؤ من داخل إطار يتعلّق بإدارة الشأن العام، حيث يتيح تنفُّذها هنا أو هناك بلا ضوابط وطنية تقف القوى الممانعة لكل قيم تشيع مبدأ المواطنة والتعايش المدني والعدل في الثروة, كما تصرُّ ذات القوى على إضعاف الدولة من داخلها وإعاقة بنائها بالصراع وصرف أنظار الشعب عن حل قضاياه وخياراته المصيرية؛ وذلك بقصد إشاعة الإحباط العام والإرادة بالمستوى الشعبي الواسع. المراوحة في صناعة الاختطاف والصراع والقتل والقتل الآخر لمزيد إضعاف الدولة الضعيفة, يعني البقاء بصيغة تُدار معها شؤون البلد بطريقة الصراع وتبقي على ثروات الشعب نهباً لهؤلاء وأولئك في غياب دولة تؤسّس كما تريد لها إرادة الشعب وتضحياته الوطنية المتراكمة, وفي ظل غياب أي نوع من ضمانات التأسيس لمرحلة جديدة تريد بعض القوى من تلك التي تفرز نفسها كمعرقل لمخرجات الحوار, إعاقة أي موضعة لفكرة الدولة كمعنى جوهري وأساسي لنتيجة الحوار عبر حل القضايا جذرياً, فيما تريد قوى الصراع تعطيل “مخرجات ومصفوفات التشريع القادم لمرحلة تالية” تريد قوى الكهنوت والفساد تعطيل وعرقلة أي خيار وطني للوصول إلى توافق حول الخيار المؤجّل والنهائي لشكل الدولة. كل يوم واليمنيون والمراقبون الدوليون والمحلّلون أيضاً يجدون أن هذه القوى وتلك من قوى الصراع ومن تمارس افتعال الصراع لاتزال تراهن على خيار مزيد إضعاف الدولة فيما تبقّى من فترة قد تستهدف حصد ثمار وصفقات وتمرير حسابات بعينها ،مستغلة حالة الفلتان على أكثر من صعيد واتجاه, ومستغلة أيضاً غياب جماعات الضغط الوطنية, في ظل بازارات إعلام ورقي ورقمي وفلتان فضائي لقنوات تلفزة تؤجّج الصراع ولا تصنع تنويراً بقدر ما تذكي أواراً لفتنة. توجد منظومة إعلام فضائي تتبع مراكز القوى للمزايدات, وتعمل بموجهات دعم مصالح أطراف لا تتوافر في خطابها أدنى شروط الإعلام الوطني المناصر لفكرة الدولة وبنائها وبناء الإنسان ومستقبل الأجيال في اليمن, فمتى تتلاشى مشاريع الصراع هذه التي تبقي على رهاناتها في شراء ولاءات ضد وطنية ومدنية وضد متعايشة وضد مواطنية للجميع؛ وبالتالي ينصب هدف التحالف التاريخي لهذه القوى ضد المشروع الوطني, ليبقي المواطنين يتساءلون وينتظرون كحالمين تلازمهم الحيرة والاستفهام: أية حقبة ترى تأتي وتنتصر فيها إرادة الشعب وتضحياته لفرض الأمر الواقع؛ في حين أن المجتمع اليمني اليوم يجد نفسه أحوج ما يكون إلى الاصطفاف الوطني بعيداً عن أي تفاعل سلبي أو انحياز لضيق وهشاشة خطاب مصالح أطراف الصراع والتي باتت أكثر انكشافا ًاليوم في مواجهة الإجماع الوطني المطالب بمدنية الدولة في الاستقرار العام والحياة الآمنة والطبيعية لليمنيين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك