قد يستغرب القارئ لهذا العنوان، ولكننا لن نتركه يتيه في قراءة القصد والعلاقة، فنقول إنه لا علاقة حقيقية بين ما يجري من الحوثي في أكثر من موقع جغرافي وسكاني والدرّاجات النارية إلا في أن كلاً منهما يسير دائماً في الاتجاه المعاكس. فالحوثي يسير في اتجاه يتناقض مع كل حقائق الإجماع السياسي، والدرّاجات النارية تسير دائماً في الاتجاه المناقض لكل حقائق وقواعد المرور المُجمع عليها عالمياً، فنراها لا تتردّد في التجاوز والسير في الخط المعاكس، ولا تحسب حساباً لأية نتائج قد تترتب على تجاوزاتها؛ لأنها مطمئنة أن السلطات لا تحاسبها، مثلها تماماً مثل الحوثي الذي يفعل ما يشاء ويتجاوز على النحو الذي يشاء وهو مطمئن أن السلطات سترسل له وساطة، والوساطة ستخرج بصلح يقرّه على ما هو عليه ويعمد تجاوزاته بتوقيع الأطراف بحقه في الحركة والعمل دونما محدّدات، ولا تكلّف لجان الوساطة نفسها أن تشترط تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بل الثقيلة في أقل تقدير، وهو لعمري أمرٌ لم أستطع فهمه، ومثلي كثيرون يسألون عن هذا السر. ألا يمكن أن نقول لسلطات المرور في الجمهورية: لماذا لا تطبّق قواعد المرور، ونقول لها أن تقتدي وترسل لأصحاب وسائقي الدرّاجات النارية لجان وساطة في كل محافظة وتعقد معها اتفاقات تضبط مساراتها في الاتجاه الذي يخدم مصالحها ولا يحقّق رأياً بالآخر..؟!. ألا يمكن لنا أن نتساءل ونسأل السلطات: لماذا لا تعمل على البدء بتنفيذ مخرجات الحوار وتقوم ببسط هيبتها وسيطرتها على كل شبر في الوطن، وتنزع كل سلاح يستخدم من قبل أي طرف مهما كان وبأي مسمّى يكون، وأن تجبر بحكم القانون وضوابط الدولة المدنية كل طرف يعشق السلاح أن يتحوّل في عشقه وهيامه إلى العمل السياسي السلمي، وبه سيصل إلى ما يشاء ويحقّق ما يريده وليس عبر السلاح والدم والانتهاك لكل قيمة نبيلة ومفردة سامية في البناء الاجتماعي، كالسلم والتعايش الذي ظلّت اليمن تحت رايته ردحاً طويلاً من الزمن..؟!. ألا يحق لنا أن نطمئن على حياتنا ونحن نقطع الطريق وألا نفاجأ بدراجة نارية تفعل فعلها وتهرب إلى حيث تعلم السلطات الأمنية ولا تتبعها، ألا يحق لنا أن نطمئن ونحن نمارس العمل السياسي والعمل العام ألا يصيبنا غضب الحوثي وتطالنا رصاصاته، وأن نفقد منازلنا بالنسف ومدارسنا بالتدمير ومساجدنا بالتفجير تحت مبرّرات إقرار السلام وإزالة بؤر التوتر وكأنه هو الدولة، والدولة في جيبه مقيمة..؟!. ألا يحق لنا أن نقود سياراتنا باطمئنان شديد دون أن تحدث لنا مفاجأة من هنا أو هناك بخروج درّاجة نارية من اليمين واليسار والأمام والخلف، ومن كل اتجاه تصيبنا بذعر وتتسبّب في وقوعنا بحوادث نكون فيها الضحايا والمخالفين في نفس الوقت، أو على الأقل تصل السلطات المرورية إلى عقد صلح يتم فيه علاج صاحب الدرّاجة، ولا حول ولا قوة إلا بالله..؟!. ألا يحق لنا أن نعبّر عن رأينا ونقول بحرية كل ما نعتقده دون أن يخرج الحوثي، ويقول إننا نهدّده ونحرّض ضده ونحشد الناس عليه؛ على الرغم من أن الساحة خالية ولا أحد فيها سواه، ونفاجأ أننا صرنا ضحايا من جهة وآثمين في حق الحوثي من جهة أخرى، ونجد الجهات الأمنية وغيرها تتدخّل في صلح يلزم الجميع بإجراء هدنة وكأننا كنا على جبهات القتال ضد الحوثي، كما هي القاعدة أن المعتدي والمعتدى عليه يُحسبون على قاعدة واحدة، وتضعهم اللجان في سلة واحدة عليهم التزامات واحدة، وحين يخرق الحوثي الاتفاق تعود اللجان لخطب ودّه، ولا حول ولا قوة إلا بالله..؟!. ألا يحق لنا في الأخير أن نأمن ونطمئن من عادات الحوثي والدرّاجات النارية في عشق الاتجاه المعاكس وما يحدثه هذا الاتجاه من أضرار بالغة بالسكينة والسلم الاجتماعي..؟!. إننا ننتظر الإجابة، وننتظرها أكثر بفعل على الأرض من الحوثي والدرّاجات النارية، يرسلون فيها رسائل مطمئنة للمجتمع الواقع تحت الرعب من اتجاههم المعاكس. والله من وراء القصد..