لماذا الاستهانة بحياتهم?! عباس الديلمي ضجيج متعمد، مخالفات مسموح بها، مجازفة بالحياة وإلقاء التبعات على الغير، ومهنة تتفرد بها اليمن بين الدول العربية ومشكلة مستعصية ، وازعاج متنقل (وفعلة مدخنة) اسمها الدراجات. سألت صاحب دراجة نارية كان عاكفاً على ازالة كاتم الصوت من ماسورة دراجته النارية الجديدة: لماذا تفعل ذلك؟ قال من اجل ان يسمعني من بعيد زبون يبحث عن دراجة نارية يقضي بها مشواراً سريعاً، قلت له ولكنك تحدث ضوضاء مزعجة بصوت دراجتك المرتفع..قال: انزعاج الآخرين افضل من تعرضي لحادث قد يودي بحياتي قلت: وهل يحميك هذا الصوت المزعج ؟ قال يسمعني اصحاب السيارات التي ادخل بينها أو اخترق سيرها في الزحام فيتجنبون الاحتكاك بدراجتي. بعد هذا الحديث عرفت سبب الاصوات المزعجة للدراجات النارية في بلادنا وان كانت جديدة.. وبقي الكثير من الغموض المتعلق بهذه الدراجات.. ومنها: ما سبب تفرد الدراجات النارية في اليمن بخلوها من الارقام أو اللوحات المرورية؟ اذا ما كانت الاجابة لأنها دخلت البلاد دون بيانات جمركية، فهذا عذر اقبح من ذنب -كما يقال- وان كانت هناك اجابة اخرى، فكم نتمنى سماعها، كما نتمنى معرفة اسباب اهدار حياة سائق الدراجة النارية والراكب الى جانبه، بالسماح لذلك السائق بمخالفة كل النظم المرورية، من مخالفة الاشارة، الى السير في الخطوط المعاكسة، الى التجاوز الخاطئ ... الخ، وعندما يتسبب في حادث بسبب مخالفته، فان المتضرر من سلوكه الفوضوي لايسلم من تحمل تبعات ما ليس له علاقة أو صلة به.. اي اذا ما كان سائق سيارة يسير وفقاً للنظم المرورية السليمة، وتقفز الى امامه او تقطع عليه دراجة نارية مخالفة فاصطدم بها وأصيب من عليها، فإن المرور ومحاكمه لايعنيانه بل يحملانه مسؤولية خطأ وتهور غيره.. هذا مايحدث في بلادنا المتفردة بدراجات نارية مهربة وغير مرقمة وتعمل اجرة (تكسي) وتجوب الشوارع باصواتها المرتفعة ودخانها الذي يوزع السموم على جميع الاحياء. واذا ما كان كل شيء يمكن احتماله في هذا الأمر فإن شيئاً واحداً لا يمكن التغاضي عنه.. لأن فيه ارخاصاً لحياة الناس وسبباً في إلحاق الاذى بالآخرين. ما لا يمكن القبول به هو السماح للدراجات النارية بمخالفة قواعد السير وتعريض حياة من عليها للخطر، والتسبب في ايذاء الملتزم بالنظام وقواعده. علينا ألا نستهين بحياة من على الدراجة النارية وان كان متهوراً ومن مسؤوليات الدولة ان تحمي الانسان أو المواطن من نفسه والا تكون مقصرة في حقه.