الانحراف الإعلامي الذي تمارسه بعض القوى السياسية المسكونة بالحقد على الديمقراطية والرافصة لمبادئها وآلياتها التي تجسّد مبدأ التداول السلمي للسلطة تقدم يومياً براهين عملية على غبائها السياسي الذي بات يتندر به الناس صباح مساء والأكثر من ذلك أنها تمعن في الممارسات العدوانية المفضوحة التي تؤكد للشعب أن تلك القوى لا تملك قرارها وأنها مسيّرة تنفذ أجندة لا صلة لها بالوطن على الاطلاق ولا تعطي مؤشراً إيجابياً على احترام العهود والمواثيق. إن الانحراف الإعلامي والارشادي الذي تمارسه تلك القوى يقدم يومياً مشاهد بالغة الخطورة على مستقبل اليمن، لأنها لا تدل على التسامح والتصالح بل تدل دلالة قاطعة على ثقافة الحقد والكراهية والرغبة في ممارسة الانتقام من كل من يخالف تلك القوى في الرأي، والغريب إن الذين مازلنا نحسبهم عقلاء وحكماء ونفترض رشدهم لم نسمع لهم صوتاً، الأمر الذي يزيد من الخطورة المحتملة على المستقبل بسبب غياب صوت العقل والحكمة وترك الغوغاء والأغبياء ينخرون في جسد الوطن وينكئون الجراحات ويشعلون نار الفتنة باسم الثورية الانتقامية والاحتكام إلى الشارع والإصرار على الفجور وعدم احترام العقل وتحدي العهود والمواثيق والانقلاب عليها. إن تلك الأفعال العدوانية التي تصر عليها القوى السياسية المسكونة برغبة الانتقام وفرض الهيمنة والسيطرة على عقول البسطاء من الناس بتلك الأفعال الفاجرة والإعلام المنحرف عن المبادرة الخليجية والقرارات الأممية لن يزيد الناس إلا نفوراً ولا يمكن أن يحقق الوفاق الوطني أو يقود إلى حق الاختيار الحر المباشر عبر الانتخابات العامة، الأمر الذي يعطي دليلاً جديداً على سوء النية التي تبيتها بعض القوى السياسية ضد مخرجات الحوار الوطني من خلال تلك الأفعال المرفوضة جملة وتفصيلاً وهنا مازلنا نكرر النداء إلى العقلاء في كل القوى السياسية إلى ضرورة الاصطفاف الوطني لمنع تداعيات عبث القوى المتهورة والعمل على تحكيم العقل والاتجاه صوب إنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية من أجل الوصول إلى حق الشعب في الاختيار الحر من خلال الانتخابات العامة من أجل يمنٍ آمنٍ بإذن الله.