«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» هذا التوجيه النبوي الذي يجمع كل المعاني، نعرف منه أول ما نعر ف أن اللسان شر مستطير لولم يهذب ونلزمها أخلاق السلم والمروءة والصدق .. هذه اللسان مصدر شر كبير، فمن الكلمة تنشب الفتن وتقوم المعارك وتستباح الدماء .. ف «المرء بأصغريه قلبه ولسانه». أصلح قلبك ولسانك تكسب الخير كله ودع لسانك وقلبك ينحدران، ستجد نفسك سبعاً وشيطاناً أخرس ... ومثلما تكون الكلمة مدخل شر تكون أيضاً بوابة خير.. «الكلمة الطيبة صدقة» و«لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا». باعتبار الكذب من أسوأ الأخلاق المناقضة للإيمان والاستقرار، وأي مجتمع ينتشر فيه الكذب يغيب منه الخير وترفع الثقة، وغياب الثقة ملزمة للتوجس والوحشة بين الناس التي تجر معها كل الفتن والبلاوي، وأثر الصدق عكس ذلك إنه ثقة وأمان وتنمية واستثمار آمن...وكانت وصية الرسول الأعظم تحث على نشر الثقة والأمان بين الناس بواسطة الكلمة الطيبة « أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ» كمدخل للثقة والحب .. تبدو الكلمة واللسان السر الذي يقف وراء خراب الأمم أو عمرانها وصلاح النفوس أو فسادها بما يعني ضرورة أن نهتم بالكلمة إذا أردنا و طناً كريماً ومجتمعاً آمناً ومثمراً بكل الخير فلانقول إلا طيباً « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ» « وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ » نحن بحاجة إلى إنسان طيب والإنسان الطيب لا يكون إلا بلسان طيب ونظيف.. واجبنا الحفاظ على الكلمة الطيبة وجمالها سواء كانت منطوقة أومكتوبة، فالكلمة ميزة البشر وسر من أسرار الله فلا تعبث بها ،تعبث بنفسك وباستقرار وطنك وبدنياك وآخرتك ....وجمعة مباركة عليكم جميعاً. [email protected]