كثرت الحوادث الإجرامية، زهقت أرواح المئات، وزادت حالات الاختطافات والتقطعات ،واتسعت خارطة المليشيات المسلحة ،غرقت البلد في فوضى الانفلات الأمني ،صار اليمنيون يضربون كفا بكف ،من سوء الواقع الأمني ،حتى فقدوا الأمل بحاضر آمن ،ومستقبل واعد، اُغتيلت الداخلية ،وأصبحت في عداد الموتى .. وزارة الداخلية لا تضاهيها وزارة بالأهمية والدور ،وتشاطرها وزارة الدفاع بإكمال سياج حماية وصون الوطن، فالأمن نعمة ،وجوده حياة، وانعدامه يفقد البلد كل مقومات البناء والنهضة، اختيار وزير يعي المسئولية ويقدرها ،ويدرك حجم التحديات، وما يطلبه الوضع من مضاعفة الجهود ،والعمل بنشاط ومسئولية ومثابرة ، بشير خير ،فالأمن يعني الكثير، أعاد للشعب الأمل في بيئة غارقة باليأس.. بدأ اللواء الركن/عبده حسن الترب بما يعيد الثقة للداخلية كوزارة سيادية، يعول عليها الكثير ،ولأفرادها بعد أن صاروا هدفا للقتل والاغتيالات ،و للشعب، فكانت المداهمات لمقرات الداخلية مقدمة نشاط الوزير، وهي ضرورة ،وقد جسدها الوزير فعلا بمداهمة مقر البحث الجنائي ،وكشف حالات التسيب والغياب والتقصير ،لم نكن نسمع بالمداهمات للمقرات الحكومية إلا أيام الرئيس الشهيد/ الحمدي، وكيف كان يقوم بزيارات مفاجئة ،وما تحقق هذه الزيارات من نتائج إيجابية، انضباط ومسئولية ومكاشفة ومحاسبة، وعلى باقي الوزراء مسئولية المتابعة والمراقبة وزيارات دورية مفاجئة للمقرات التابعة لهم، حتى تؤتي أُكلها.. قرارات الوزير المتعاقبة والقوية ،وذات الأهمية ،والنابعة من الواقع، من منع تناول القات في فترة الدوام بالوزارة ،وإقالة المقصرين والعاجزين عن توفير الأمن للمواطنين ،وضرورة إنهاء حالة التقطعات، و تركيزه على عدم إقحام الحزبية والطائفية في الأجهزة الأمنية ،ورفض التعيينات بالداخلية إلا وفق الكفاءات، بل قوله بعدم الاستمرارية في منصبه، اذا لم يطبق القانون على الجميع دليل إخلاص ونية صادقة ،وتحرير مختطف بعد ساعات ،ولا ننسى إقدام شيخ لتسليم ابنه للداخلية، المشارك في جريمة اختطاف الإيطالي، وما كان ليصير هذا الفعل من شيخ ،لولا وجود وزير يطبق القانون ويأمر به.. لا يقتصر على ما تم ذكره، بل هناك مواقف أمنية مشرفة، تبشر بالخير، وتخلق جو التفاؤل بالأمن والاستقرار، أظهرت الصورة الحقيقية لوزارة الداخلية اليمنية، وبعث فيها حب العمل والنظام والقانون.. نحن على أمل استمرارية وزير الداخلية بنشاطه القوي، وتبقى روح المسئولية متقدة، تدفع اليمن إلى الأمام، وتخرجه من النفق المظلم إلى بر الأمن والاستقرار، فالشعب يعقد عليه الكثير، وأن يحذو باقي الوزراء حذوه ،فاليمن بحاجة إلى جهد ومثابرة وشغل بجدية وإخلاص.. [email protected]