هذا الوطن ليس سيفاً يتقلده البعض، إنه الهواء الذي يتنفسه الجميع وتلويثه أوتسميمه سيأتي على الجميع ولن ينتقي طرفاً دون طرف أوشخصاً دون شخص..ولأجل ذلك لا بد من العمل الجاد لحماية سفينتنا اليمنية طلباً لبقاء الجميع، هكذا هي فلسفة بناء الأوطان وحمايتها. التفرج على الوطن بسلبية في حالة البناء أو الهدم دون مشاركة إيجابية هو تنازل عن حقك في الوطن والكرامة بل السلبية هي فعل وقتل.. هناك في القانون جرائم القتل بالامتناع وكذلك الأوطان تقتل بالامتناع والسلبية عن المشاركة التي لايمكن تركها لمجموعة مغامرين أوهواة سلطة، لأن ذاك العراك سيقع على رؤوس الجميع وفي البداية المتفرجون وأصحاب شعار «ما ليش دخل». إن البلاء العام المصنوع بأيدي الناس يعم ولا يستثني أحداً .. نحتاج إلى ثقافة وطنية تخرج الناس من السلبية والتفرج حتى نتولى حماية وبناء أوطاننا، فغياب هذا الوعي هو الذي جعل البلدان العربية واليمن على وجه الخصوص مرتعاً لكل الذئاب والثعالب «بما صنعت أيديكم». الاتفاق على قواعد الدولة والبناء السياسي يجب أن يكون هم وقضية كل يمني وكل القوى الوطنية . أعتقد جازماً بأن مخرجات الحوار الوطني تمثل البداية الصحيحة كوثيقة للمشروع الوطني، واللعب خارج هذا الإطار انتحار، ومحاولة إشعال النار في البيت الواحد جريمة والعمل عبر الأجندة الخاصة موت، وفرض الخيار الواحد بقوة الخراب والفوضى والعنف إعلان حرب وخيانة للشعب. لابد أن نتعلم من العالم الذي أنقذ نفسه من العصبيات الدينية والعرقية والحزبية والاستبداد لصالح شعوبهم وأوطانهم .. علينا أن نلتفت لتجاربهم الناجحة لا لتجارب تاريخنا المتعوس والمنحوس في الحكم الغصب والغلبة.. إن إشكالية التحشيد لتنصيب شخص أوجماعة أوزعيم أوماشابه للحكم بقوة السلاح هي ديدن العرب منذ قرون ولم يخرجوا منها ولن يخرجوا إلى الحياة الكريمة إلا عندما يتركون هذه الوسائل المقيتة التي تحتكر الحقيقة والحكم وتغيب الوعي وتثير الفتن وتتخذ من الشعب حطباً ووسائل لبناء مجد أشخاص أو جماعات.. المسؤولية تقع اليوم على الشعب، فنحن في عصر الفضاء المفتوح والوعي السياسي ولاعذر لمن لاينخرط في تحقيق المشروع الوطني الجامع ويعتنق السلبية مذهباً سياسياً . أعتقد أن مخرجات الحوار الوطني لم تأخذ حقها الإعلامي والتوعوي رغم أهميتها كمنتج شعبي لأول مرة في تاريخ اليمن حيث يؤسس لحكم جديد .. من المهم أن تتعمق ثقافة الفعل الشعبي والحوار الوطني كآلية للسياسة والحكم وعندها سيتلاشى كل هؤلاء اللصوص ومصاصي الأوطان ... العجيب أن هناك من يشتم هؤلاء اللصوص ليل نهار ويعمل في نفس الوقت لتمكينهم عن طريق إعاقة الحوار وتعثر الانتقال السلمي أوعن طريق السلبية والقتل بالامتناع وسياسة «ماليش دخل يسدوا» سيسدون على رأسك ليس إلا. [email protected]