ثمة ما يدعونا إلى التساؤل عن هذا الصمت الذي يلف رأي بعض علمائنا في وقت يُفترض بهم أن يفكّروا بالصوت المرتفع؛ ويكون صوتهم فوق كل الأصوات التي تختلف في وقت لا مكان فيه للاختلاف، وتزايد في وقت لا مكان فيه للمزايدة. موضوع تنظيم «القاعدة» في اليمن ارتبط بالكثير من العلماء، وصار يُشار إليهم بأنهم أسهموا ومازالوا في إعطاء صورة عن دورهم المعنوي ومساندتهم ودعمهم لخطاب وأعمال «القاعدة» وفتوحاتها المتواصلة في بلاد المسلمين، وإبحارهم المتواصل في حمامات دماء وأشلاء أبناء اليمن. الجماعات الإرهابية تقتل وتدمّر وفق خطاب عقدي تزدحم فيه مقالات التكفير والأحكام الجاهزة بإخراج الناس من الدين والحيلولة دون رجوعهم إليه إلا عن طريقهم أو الموت بأيديهم..!!. كما تتكئ «القاعدة» على قاعدة أخرى مفادها إباحة دماء غير المسلمين والمسلمين أيضاً ممن لا يُؤمن بفكرهم أو يقتنع بقولهم وطريقتهم في الحياة، أو يؤيد سعيهم في بناء الخلافة الإسلامية التي ينادون بها، خطاب مهووس يجوب العالم الإسلامي يخرّب بلدانه ويقتل أبناءه ويشوّه صورة دينه. دور العلماء في اليمن وغيرها لابد أن يكون قوياً ومؤثّراً في المجتمع وقادراً على بلورة خطاب إسلامي وسطي معتدل يعزّز قيم الدين الحنيف واحترامها وتكريمها للإنسان وحُرمة كل ما يتعلّق به من دم ومال وعِرض ونسل وعقل. لابد من معالجة خطاب التطرُّف والغلو بخطاب معتدل يسير جنباً إلى جنب مع ما تقوم به الدولة من مواجهة عسكرية لتلك الجماعات المتطرّفة، حتى لا يظل الخطاب المتطرّف يعبث بعقول الشباب والدفع بهم إلى المحرقة بدعوى الوصول إلى الجنّة مبكّراً..!!. الوسائل الإعلامية في بلادنا لابد أن تعطي علماءنا مساحات واسعة في برامجها حتى يسهم الجميع بالمعالجة والوصول إلى تحقيق إصلاحات حقيقية في الوعي الجمعي متوازياً مع العمل العسكري والبطولي لقواتنا المسلّحة. تنظيم «القاعدة» أصبح مخرّباً ومدمّراً للأوطان بحسب الطلب ولمن يدفع له أكثر، فهل مازال بعض العلماء في بلادنا لديهم أمل في كون ما يقوم به هذا التنظيم يخدم الإسلام والمسلمين..؟!. على علمائنا أن يؤكّدوا أو ينفوا موافقتهم لما يقوم به تنظيم «القاعدة» في بلادنا، ويعلنوا تبرّؤهم مما يقولون ويفعلون. [email protected]