يزعم الحوثيون أن ظلماً أو جوراً وقع عليهم فرفعوا شعار «مظلومية» اضطرهم إلى تكوين ميليشيات مسلحة بمختلف الأسلحة الفردية والمتوسطة والثقيلة فصار لهم جيش مكافئ وموازٍ لجيش الدولة بكل الإمكانيات والمعدات والوسائل الحربية واللوجستية باستثناء الطيران والأساطيل البحرية ,بذريعة الدفاع عن أنفسهم وبهدف رفع المظلومية المزعومة. ولازالوا يروّجون لمظلوميتهم المزعومة ,ولم يكتفوا بالسيطرة على محافظة صعدة بل اكتسحوا مناطق في محافظات أخرى، فاقتلعوا مشايخ حاشد من عاصمتهم القبلية الخاصة بحاشد ويحاولون السيطرة على محافظة عمران ليصلوا إلى مناطق أرحب وهمدان وغيرها من المناطق المشرفة والمحيطة بالعاصمة صنعاء وصار لهم حضور وميليشيات مسلحة في أمانة العاصمة نفسها باعتراف الكثيرين من اتباعهم ومن غيرهم , وذلك بعد أن حاصروا منطقة دماج وطردوا أهلها منها كونهم من السنة أو السلفية أو لأي سبب كان. ولم يكتفوا بكل ذلك بل هاهم يشنّون الحروب على المعسكرات الرسمية المرابطة في محافظة عمران وفي الوقت نفسه يفجّرون الحروب ضد القبائل غير الموالية لهم في المناطق الوسطى بمحافظة إب , ويشنّون الحروب على أهل السنة في ضوران بمديرية آنس بمحافظة ذمار تصفية للسنة من جميع المناطق بل أقدموا على غلق بعض المساجد أو السيطرة عليها في قلب أمانة العاصمة وتحديداً فيما يُعرف بصنعاء القديمة فاضطر أبناء هذا الجزء من أمانة العاصمة وأغلبهم من اتباع المذهب الزيدي إلى الخروج بمظاهرات لإنقاذهم وإنقاذ مساجدهم ورفع العدوان الحوثي عليهم دون جدوى. وبرغم كل ذلك لازال شعار المظلومية مرفوعاً ذريعة لعدم تسليم الحوثيين لأسلحتهم والاستمرار في حروبهم التوسعية حتى الآن. وكنا نريد من الحوثيين أن يوضحوا مضمون مظلوميتهم لجميع أبناء الشعب باعتبارهم جزءاً من الشعب اليمني. فهل الظلم في هذه المظلومية وقع على محافظة صعدة دوناً عن سائر المحافظات الأخرى؟ أو أن الظلم قد وقع على الحوثيين وآل البيت كسلالة أمامية في المناطق الزيدية وحدها دون بقية آل البيت في سائر المحافظات اليمنية؟. وهل وقع الظلم من النظام الإمامي الذي حكمه آل حميد الدين المحسوبون على آل البيت , أم أن الظلم وقع من النظام الجمهوري قبل وبعد الوحدة , وكل رؤسائه سابقاً وقوى النفوذ الحقيقية والحاسمة فيه من أتباع المذهب الزيدي، قحطانيين وعدنانيين؟. أم أن الظلم قد وقع على آل البيت من قبل السلالة القحطانية في المناطق الزيدية؟. حبذا لو يتواضع الحوثيون فيوضحوا لجميع أبناء الشعب شوافع وزيوداً حتى لا يلجأ الناس إلى التحليلات والتأويلات الفرضية بل وإلى تصديق الشائعات القائلة إن المظلومية الحوثية هي نفس المظلومية التي يزعمها الشيعة الإثنا عشرية ويعادون بسببها الآخرين لا فرق في ذلك بين الزيود والشوافع وسائر أهل السنة في العالم. لقد بات أبناء الشعب اليمني أسرى الخوف والقلق من كل الممارسات التي ربما تسبّبت في انفجار حروب مذهبية لا قدّر الله تهلك الشوافع والزيود معاً ,أو انفجار حروب سلالية بين عدنانيين وقحطانيين لا طائل من ورائها غير الخراب والدمار للجميع. بحق الأخوة والدين الواحد والوطن الواحد، الأرض والإنسان نناشدكم توضيح مضمون مظلوميتكم هذه ومبررات حروبكم الحقيقية حرصاً على الأمن والاستقرار والمصالح الوطنية العليا ومصالح جميع أبناء الشعب قبل فوات الأوان أجارنا الله وإياكم من المظالم ومن كل ظلم وجور. والله من وراء القصد.