في بلادنا يبدو أن لا أمل في إمكانية استمرار المنظومة الوطنية للكهرباء، مع كل هذه العمليات التدميرية التي تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات وهي ما يعادل عشرات المليارات من الريالات، بالإضافة إلا خسائر المواطنين التي تقارب خسائر الخزينة العامة للدولة، ويؤكد ما نذهب إليه عدم محاسبة المعتدين على الأبراج الكهربائية مع علم السلطات الأمنية والعسكرية بكل الذين يقومون بهذه الاعتداءات التخريبية والقبائل التي تدعمهم وتأويهم، ولا يتم التعامل معهم حسب القانون، ولذلك فيبدو أن حل الفيدرالية الكهربائية قد يصبح ضرورة حتمية لكل إقليم في بلادنا، بحيث يكون لكل إقليم مصدر للطاقة مستقل، يتحمل أبناء الإقليم مسئولية حمايته وصيانته وتطويره، واعتقد أن مثل هذا الاقتراح يجب أن يدرس من الجهات المختصة بعناية، وان تسخر الأموال التي تتكبدها و ستتكبدها خزينة الدولة مستقبلاً لإنشاء محطات كهربائية إقليمية، الحالة التي عليها محطة مأرب الغازية حالة مزرية، وكذلك مهددة بالتوقف الكلي، كما تنوه مؤسسة الكهرباء إثر كل اعتداء على الأبراج الكهربائية بأنه لن تحتمل محطة مأرب الغازية مزيداً من الضربات وأنها آيلة للانهيار، وإذا ما بدأ التفكير الجدي بهذا المقترح وإجراء دراسة الجدوى، فسيتم القضاء على ظاهرة الاعتداء على الأبراج الكهربائية في مأرب وفي نهم وارحب، الفيدرالية الكهربائية يمكن أن تكون بديلاً للكهرباء الاتحادية الوطنية على الأقل عند تعرض خطوط الطاقة للاعتداء، نحن في إقليم الجند نعاني كثيراً جراء انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك الأقاليم ذات الطابع المدني كتهامة وعدن وحضرموت، إيجاد الحلول الحقيقية والواقعية كفيل بالقضاء على هذه المشكلة التي ترهق الدولة والمواطن، خاصة وأن الجهات المعنية غير قادرة على فرض هيبة الدولة في المناطق التي تقع فيها هذه الاعتداءات الهمجية، نتيجة الوجود القبلي المسلح في هذه المناطق التي يقوم بعض المنتسبين لقبائلها بمثل هذه الأعمال التخريبية بغرض ابتزاز الدولة، وآخر هذه الأعمال التخريبية قامت به امرأة، ويتم حماية الفاعلين، وهذا الوضع لا يمكن تغييره إلا متى ما تم هيكلة الجيش اليمني بشكل كلي وإبعاد العناصر التي لها ولاءات لخارج قيادة الجيش، بحيث يتم التعامل الأمني والعسكري عند الضرورة لحفظ ممتلكات الشعب الاستراتيجية كالكهرباء وأنابيب النفط، البعض يتخوف من استقلالية مثل هذه المشاريع الخدمية العملاقة، وهذا الخوف لاعتقاد أنه قد يكون تمهيداً لاستقلال هذا الإقليم أو ذاك، ولكننا نظن غير ذلك، ونعتقد أن مثل هذه الطريقة ستعمل على توقف الاعتداءات وتأمين الشبكة الكهربائية من أبناء المناطق نفسها ، إذ سيكون لزاماً عليهم ذلك لأنهم وحدهم من سيتضررون من توقف التنمية في إقليمهم نتيجة توقف مثل هذه الخدمات المهمة . [email protected]