تحدّث القائد الراحل للحركة الحوثية “حسين بدرالدين” عن مظلومية لحقتهم، واتجه بسلاحه ومقاتليه وشرّد جيران مديريته مران ثم التي تليها، ولاحقاً استكمل شقيقه عبدالملك الخطاب الممجوج عن المظلومية، واتجه بشراسة نحو بقية المديريات، حتى استكمل السيطرة على محافظة صعدة بالكامل، وتحت ظلال المظلومية اتجه نحو شمال عمران، واقتضمها مستعيناً بشيوخ ورجال مرتزقة من أبنائها حتى تجاوز ابتلاعه نصف محافظة عمران. وبمسوغات المظلومية نفسها وصل إلى تخوم صنعاء في استغفال وإهانة للدولة ولأنصاره من التيارين العلماني واليساري؛ إذ كيف لرجل يتقدّم ويدمّر كل ما في طريقه من مساكن ومدارس ومساجد ويتحدّث عن مظلومية لحقته..؟!. هذا الاستغفال هو ما دفع الكاتب المناصر للحركة الحوثية محمد المقالح إلى القول: "إن التفجيرات المتزايدة سلوك سيئ سيحرق سمعة وشعبية الحوثيين إن وجدت وسيزيد من احتقان الناس ضدّهم". منذ تلاحقت زيارات كبار الضباط إلى واشنطن خلال السنتين الماضيتين والحديث عن جرائم الحركة الحوثية يتم بنعومة شديدة إلى درجة أن موقع «سبتمبر نت» وخدمة «سبتمبر موبايل» لا يتحدّثان عن أي فعلٍ مشين للحوثيين على الإطلاق، وإذا تحدّثا عن أي اتفاق لجمح شهوة الدم لديهم يكون بصيغة “بين الطرفين، مع الطرفين” حتى اتفاق أمس الأول بين الجيش وهو مؤسستنا الوطنية الكبرى وبين من غدروا به وهاجموه من الحوثيين كانت بصيغة “وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف” من هم..؟!. الاتفاق الذي رعاه المبعوث الأممي جمال بن عمر وسيضمّنه في تقريره القادم إلى مجلس الأمن في 20 يونيو الجاري؛ في كل الأحوال هو مكسب للحوثيين، فقضيتهم ستدخل إلى مجلس الأمن لأول مرّة، وستصبح ذات بُعد أممي، وسيدخلون مجلس الأمن بصفتهم طرفاً في صراع وليس مفجّري صراعات في أكثر من مكان. أما أن يتم إدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية أو الجماعة المعرقلة للانتقال السياسي في اليمن؛ فهذه أمنية لدى كثيرين لكنها لن تتحقّق، فأمريكا لا تضحّي بحلفائها بسهولة، والحوثيون هم سكّين واشنطن لتقسيم اليمن باسم الطائفية..!!. أما الحديث عن سيطرة شبه كلّية للحوثيين على محافظة عمران الواقعة في المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء فيه جموح خيال أكثر منه واقع على الأرض، فهذه الجماعة امتطت الغرور بعد قهر أولاد الأحمر، وتخيّلت أنها قادرة على ابتلاع اللواء 310 مدرّع ليكون مقدّمة لفرض حصار على العاصمة، وهو ما تسعى إليه، فاقتحام صنعاء هو انتحار سياسي، وما تريده الجماعة الحوثية هو فرض واقع عسكري مُسيطِر على مداخل العاصمة، من خلال تواجدها في عمران وآنس وهمدان وبني مطر والحيمة وبني حشيش وسنحان، أي استكمال حلقة حصار خانقة على العاصمة..!!. وفي كل منطقة تدخلها الجماعة الحوثية وتفتعل فيها الحروب تستعين ب“مجاهدين” يقاتلون بالأجر اليومي ومشائخ “مرتزقة” لا عقيدة لهم غير “أوراق البنكنوت”. لذا فإن العزاء في عنفوان هذه الجماعة أنها بلا عقيدة قتالية، وإذا ما اتخذ الرئيس هادي قراراً جاداً في ترك الجيش والطيران الحربي يواجه خصومه الحوثيين؛ فلن يصمدوا أكثر من أسبوع..!!. [email protected]