خلال الحروب الستة التي خاضها نظام صالح ضد جماعة الحوثيين؛ كانت إدانات المنظمات المدنية هي سلاح الحوثي المزعج للنظام، ومن خلالها تم نشر صور القتلى من الأطفال والنساء والمباني المهدمة، وكسب الحوثيون تعاطفاً شعبياً زاد من حجمه أن الطرف الآخر “الجيش” لم ينشر صور ضحاياه من الجنود حتى لا يُضعف معنوياتهم القتالية؛ ما جعل الجماعة الحوثية تبدو ضحيّة لنظام عسكري طاغٍ..!!. دارت عجلة الحياة سريعاً، وأصبحت عشرات المنظمات تدين بشدّة انتهاكات الحوثيين، وتُتهمهم بتجنيد الأطفال وحرمان المواطنين من حقوقهم، وفتح معتقلات خاصة وتصادر حرية الرأي والتعبير، وتشرّد أكثر من 300 ألف مواطن، وتدمّر المساكن والمدارس والمساجد، وتفجّر أو تغلق آبار المياه، وتمارس عدواناً سافراً ضد أبناء ثلاث محافظات، وتدمّر ما تبقّى فيها من بنية تحتية، ومع ذلك لا تكترث الجماعة الحوثية لبيانات المنظمات المدنية؛ لأن بعض المنظمات المحلية يسير قادتها وفق قناعات أمريكا والغرب خوفاً من قطع الدعم، والمنظمات الخارجية لا تعمل بمعزل عن الاتجاه السياسي لدولها، مع وجود شيء نسبي من الاستقلال في الرأي والأداء في الجانبين. وفي تقديري أن الموقف اللا مسؤول الذي اتخذته قيادة المعارضة اليمنية “اللقاء المشترك” إزاء حرب الجيش مع الجماعة الحوثية المسلّحة المتمرّدة يتم دفع ثمنه الآن؛ ذلك أن الرئيس صالح كان يطلب دعماً سياسياً بمؤازرة الجيش في هذه المعركة المصيرية من أجل حفظ قيمة الدولة وهيبتها والقضاء على هذه الحركة الخبيثة، والمعارضة ترد عليه ببرود: “هذه حربك الخاصة أنت من أشعلتها وأنت من تطفئها”. في حينها كان إعلام المعارضة والموالي يشنُّ حملة ضد نظام صالح، ويتهمه بارتكاب جرائم حرب في صعدة، وبموازاة ذلك تكثّف ضغط دولي للتخفيف عن الجماعة الحوثية ما اضطر نظام صالح إلى إيقاف الحرب. وتحت مبرّر “المظلومية والدفاع عن النفس” استعادت الحركة الحوثية قوتها بأكبر مما كانت، وأصبحت تتحرّك وتتوسّع وتقتل وتشرّد وتسيطر على محافظة صعدة بأكملها، وتخوض حرباً ضروساً ضد سكان محافظتي عمران وحجّة، وفي أبريل الماضي غزت مديرية همدان التابعة لصنعاء وضربت بالدبابات مدارس ومساكن..!!. [email protected]