بقاء الجماعة الحوثية حاملة ترسانة عسكرية تضاهي ترسانة الجيش؛ يهدّد بقاء الدولة اليمنية في شمال الشمال، ويسعى إلى تقويض النظام الجمهوري وإعادة الملكية الإمامية؛ ما يعني دخول اليمن في أتون حرب أهلية لن تتوقف طوال عشرات السنين القادمة، فالغالبية العظمى من السكان لا يحملون ذكرى طيبة عن العهد الإمامي وحكم الأئمة الذي أدخل اليمن في عزلة تامة طيلة ألف سنة من حكمهم. لقد خاضت حركة الحوثيين المسلّحة ستة حروب ضد الجيش تحت ظلال شعار زائف تم استقدامه من روح الثورة الخمينية في إيران، وهو “الموت لأمريكا وإسرائيل، واللعنة لليهود” في حين أنها لم تقتل أمريكياً واحداً، وجميع قتلاها هم من اليمنيين. ولم يحدث أن استهدف الحوثيون أية مصالح غربية في اليمن، وفي مقابل ذلك لم يحدث أن أطلقت السفارة الأمريكية بياناً تحذّر رعاياها من الحوثيين في اليمن، وترفض الحكومة الأمريكية إدراج الحركة الحوثية في قائمة الجماعات الإرهابية، في حين أعلنت عن إدراج جماعة “أنصار الشريعة” في قائمة الإرهاب بعد أيام قليلة من نشوء الحركة، وإدراج السياسي والناشط الحقوق عبدالوهاب الحميقاني في قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب جاء بالتزامن مع تقدّم السلفيين ضد الحوثيين إبان حرب «دماج» وهي رسالة تهديد واضحة للسلفيين وساندة الحوثيين..!!. في هذا السياق يكشف رئيس منظمة «هود» للحقوق والحريات المحامي محمد ناجي علاو أن سفير واشنطن السابق في صنعاء “جيرالد فايرستاين” قال له: “لقد أخذنا تعهّداً من الرئيس صالح بعدم استخدام الأسلحة الأمريكية المهداة لليمن ضد الحوثيين..!!”. هذا التصريح المجاهر بدعم الحركة الحوثية كان دافعاً لأن أسأل مراسلة “وول ستريت جورنال” في الخليج الصحافية الأمريكية "أيلين" عن التلاعب الذي تؤدّيه أمريكا، فهي تدعم فكرة بناء الدولة اليمنية لكي تحد من الفلتان الأمني وتمنع نزوع الجماعات المسلّحة، في الوقت الذي تهادن فيه الحركة الحوثية المناهضة لبناء الدولة، كيف لأمريكا أن تدعم حركةً تقول قيادتها علناً وعبر قناة «الجزيرة» أنها قتلت 60 ألف جندي، ما يعني أنها عنوان الخطر الأبرز على الدولة اليمنية..؟!. الصحافية الأمريكية “أيلين” التي التقيتها في 2 مايو الماضي بصنعاء أكدت أنها بحثت عن إجابات لهذا التناقض مع كبار المسؤولين في الخارجية الأمريكية، وكانت إجاباتهم أنه تم تسليم ملف “الحركة الحوثية” إلى دولة إقليمية؛ وهي التي تتدبّر شأنهم..!!. [email protected]