اشتعلت أولى حروب الحوثيين مع الجيش حين منع حسين الحوثي المواطنين من تسليم الزكاة إلى الدولة، وحين أرسل له محافظ صعدة طقماً عسكرياً لإحضاره، قُتِلَ جميع أفراد الطقم، وهنا اشتعلت المواجهات وتطوّرت إلى حرب في يوينو 2004م، وظهر تنظيم «الشباب المؤمن» كقوة عسكرية مختبئة في جبال وكهوف مديريات مران وضحيان وكتاف، وانتهت الجولة الأولى من الحرب بمصرع “حسين” وسجن عدد كبير من أتباعه، ودخول الدولة إلى تلك المديريات، لكنه دخول من لا يفقه معنى الحضور في مجتمع قد تشرّب العقيدة الجعفرية بما فيها من نزعة للجدل وتعلُّق بالغيبيات وكراهية للمخالفين. وفهمت الدولة الدخول بمعناه العسكري، إذ لم تقم ببناء المدارس والمستشفيات والطرقات والكهرباء والمياه والمراكز الثقافية، وتمنع تجارة السلاح، وتقوم بحملات توعية للمواطنين من خطورة ما يقدمون عليه، واكتفت بالتواجد العسكري، منتظرة الجولة الثانية من الحرب والتي بدأت في 2006م، حتى وصلت إلى ستة حروب، آخرها وأطولها في أغسطس 2009 واستمرت حتى فبراير 2010م، وجاءت الحرب بعد فشل اتفاقية الدوحة بين الدولة والحوثيين في فبراير 2008م. وفي كل جولة حرب تظهر الجماعة الحوثية بقوة عسكرية أكثر وأكبر من التي دخلت بها الحرب السابقة، ومعظم أسلحتها تسرّب من مخازن وزارة الدفاع أو من غنائم الحروب. لكن تلك المواجهات العنيفة في حقيقتها ليست غير حرب باردة بين الرئيس صالح ونجله العميد أحمد، قائد الحرس الجمهوري، وبين اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرّع، حيث رأى صالح أن “محسن” وترسانته العسكرية الضخمة هما العقبة الكؤود أمام مشروع توريث الحكم، ولابد من إرهاق الأخير وامتصاص قوته العسكرية في حروب صعدة، وتم تسريب الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة من مخازن الدفاع والحرس الجمهوري إلى الحوثيين، واتسع نشاط تسرُّب الأسلحة إبان ثورة التغيير 2011م ضد نظام صالح، وانشقاق اللواء محسن وتكوينه لجيش الثورة الموازي للجيش النظامي، حتى أصبح لدى الحوثي 39 دبابة وعدد من الصواريخ النوعية الحديثة..!!. [email protected]