لا يوجد أخطر على الصهاينة المحتلين ومشاريع المستعمرين من وحدة العرب وتحقيق تطور تنموي لديهم فهم الحامل الحضاري للشرق والقيادة للعالم الإسلامي.. بقاء الكيان الصهيوني مرتبط بصورة مباشرة بقوة ووحدة العالم العربي. لقد وضع أعداء الأمة العربية خططاً اعتمدت على وجود حكومات استبدادية في أقطار عديدة وصغيرة لكي تبقى هذه الحكومات لا مشروع لها سوى المحافظة على الحكم الفردي أو الأسري والدخول في معركة طويلة مع شعوبها ومع بعضها وهذا أمر يتطلب الدخول في تحالفات مع الأجنبي والتنازل عن الكثير من السيادة والثروة حتى تحولت هذه البقعة من العالم إلى رقعة تتناقض مع إمكانياتها المادية والبشرية، فنحن الأضعف في أقوى موقع والأفقر مع أننا الأكثر ثروة. كانت الخطة الثانية بعد إيجاد أنظمة مستبدة ومتناحرة هي إضعاف الشعوب وسلب إرادتها وهي سياسة بدأت مبكراً وأصبحت السلبية ثقافة راسخة لدى العربي، خاصة فيما يتعلق بمقاومة المستبد والمطالبة بالحقوق، فهو قانع بما هو فيه ولا يشعر أنه مسلوب وعندما يقتنع صاحب الحق بعدم وجود حقه فإن الحق وصاحبه يضيع.. حينها لا يسعى إلى انتزاع حريته بل يقاوم هذه الحرية باعتبارها كائناً غريباً ويعمل كل ما في وسعه للإبقاء في دائرة العبودية وهذا يفسر حب بعض الناس للحاكم المستبد فقط لأنه كيان مألوف يدعمها بالأمثلة والثقافة «جني تعرفه ولا انسي ما تعرفه» وسلام الله على الجزار الأول.. وفي البلدان العربية أكثر الأشياء مجهولة هي الديمقراطية والكرامة والحرية وحق التبادل السلمي للسلطة.. مازالت كيانات غريبة تحتاج إلى نضال وجهد لكي تصبح مألوفة عربياً ندافع عنها ونشعر بالحاجة إليها لتمدنا بقوة الموقف والمشروع. يحق للشعوب العربية أن تتحرر كبقية شعوب الأرض لكنها لن تنال هذا التطور والانعتاق إلا بمزيد من التضحيات ومزيد من الوعي واستمرار الثورة ومقاومة المشاريع المضادة والمدمرة. الحل ليس بالاستسلام والخوف من التكاليف، الحل في مزيد من الثورة الواعية المناهضة لمشاريع الاجهاض، مزيد من التضحيات.. لكن هذه التضحيات تحتاج إلى وعي بأساليب الخصوم والمزالق، هناك حملة إعلامية تستهدف الروح الثورية للشعوب وأحلامها الصاعدة من خلال استهداف القوى الفاعلة والمؤثرة من بين قوى التغيير. على الجميع أن يعي أن هذه المرحلة هي مرحلة صراع إرادات وأن الوحدة والتحدي هي من تحافظ على الحلم وقوة الشعب وتحقق النصر . وأن شعباً يعتبر حريته أغلى من الحياة لن يموت ولن يهزم بل سينتزع الحياة من فك الموت المتكالب بصور شتى. [email protected]