رحم الله إسماعيل هزاع وأسكنه فسيح جنّاته وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، إسماعيل شخص بسيط، دمث الأخلاق، طيب القلب، مثابر، طموح، عصامي، يحب الناس ولا يتردّد عن تقديم خدماته لكل من يطلبها، حارس، طالب، عامل، لا يتردّد عن الإقدام لممارسة عمل شريف يدر عليه دخلاً حلالاً مشروعاً. إسماعيل رحمة الله عليه عرفته حين تقدّم للعمل في الجامعة حارساً للمكتبة المركزية، وحين قلنا له إن العمل لا يناسب أي فرد طامح؛ لا من حيث القيمة المادية أو من حيث القيمة المعنوية، علاوة على أن العمل تعاقدي فليس هناك درجة وظيفية ثابتة، وكنت أحرص على إبانة الوضع له، لعلّه يتراجع ويبحث له عن وظيفة تدر عليه مالاً يساعده على الحياة؛ إلا أنه أصرّ بقبول المؤمن، وقال: «الخير فيما اختاره الله». وكان إسماعيل رحمة الله عليه ينظر إلى العمل من زاوية المجاهد في سبيل العلم، فقد التحق بكلية العلوم الإدارية، وظلّ يعمل ويدرس ويحقّق نجاحاً هنا ونجاحاً هناك، ترك إسماعيل لنا ذكرى عطرة، لا يملك من سمع بوفاته إلا أن يعبّر عن أسفه ويدعو له من كل قلبه. لقد كان ودوداً مع كل من عرفه وتعامل معه، طلبة الجامعة في الدراسات الأولية والعليا يتذكّرونه جيداً وهو ينجز لهم طلباتهم من النسخ المطلوب تصويرها من المراجع والدوريات؛ فقد عمل رحمه الله إلى جوار كونه حارساً للمكتبة المركزية في قسم الاستنساخ، ترك إسماعيل فينا أثراً طيباً سنظل نتذكّره، وقليلون من يتركون مثل هذا الأثر، فلم تخسره أسرته وحسب بل خسرناه جميعاً، ولكنه الحق الذي لا مناص منه. ترك لنا إسماعيل رحمة الله عليه ولدين نسأل الله لهما ولأمهما حياة كريمة، وأن يعصم قلوبهم وقلوب كل أهله وذويه ومحبّيه الصبر والسلوان، ونقول «إنا لله وإنا لله راجعون» فهو من السابقين ونحن على طريق الحق لاحقون، ونسأل الله أن يسكنه الفردوس، وأن يجعلنا معه ونحن وإياه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.. والله من وراء القصد.