يريد الحوثي بكل أدبياته وعقيدته وتحريضاته وحروبه أن يكون أكبر من حاكم هو فعلاً يسعى أن يكون مصدراً للحكم بدلاً عن الشعب ووكيلاً عن الله تماماً كما يفعل المرشد الإيراني خامنئي وكيل الإمام الغائب طاعته واجبة ومعصيته كفر، وبعدها لا بأس بانتخاب موظف اسمه رئيس مثلاً . وعلى الأقل أن يكون نسخة من «حزب الله» اللبناني ليس في المقاومة وإنما في فرض شروطه على اللبنانيين وخطف قرار الدولة بالسلاح وتحت إبط البندقية .. هي أحلام لن ترى النور في اليمن ولن تتحقق ولذا هو ينتحر بغروره على أبواب صنعاء لأشهر حتى كادت أن تنفد قربة رجاله قبل ذخيرته وهذا سبب منظر الأطفال الذين يحملون سلاحاً أكبر من أجسامهم ويواجهون الموت قبل أن يعرفوا الحياة.. من مصلحة الحوثي التخلي عن العنف وطريقه المسدود والتعامل مع واقع اليمن وإرادة الشعب كمواطن وجماعة ضمن النسيج الاجتماعي وبشروط المجتمع ووثيقة الحوار . غرقه في مستنقع حرب عمران وهمدان والجبهات التي فتحها لتخفيف الضغط جعلهم يفقدون صوابهم فالمغرور عندما يواجه انتكاسة مشروعه يصاب بالانهيار وربما التهور.. بوادر هذه الهستيريا ظهرت في تصريحات المسؤول السياسي للجماعة باتهام الرئيس هادي بتدمير الجيش والتهيئة للانفصال !! الجيش عندما يحمي العاصمة ويقوم بواجبه في مواجهتهم يرتكب خيانة عظمى ويتحول إلى تكفيري وداعشي هذا فحوى تصريح المسؤول السياسي للحوثي. مثل هذا التصريح جاء بعد استماتة كبيرة لتحييد الجيش وإثبات أن الجيش الذي يقاوم هجومهم على عمران هو جيش حميد القشيبي أو ميليشيا التكفيريين والإصلاحيين و حتى داعش وما إلى ذلك من حمى إعلامية تقول بأن الجيش اليمني لا يحاربهم بل يستقبلهم بالورود ..لايحاربون الدولة فالدولة هم وما عداهم غير شرعي ولايعيقون عملية الانتقال بل هم ينفذون إعادة الأمانة إلى أهلها ..مصيبتهم أن الظروف التي تمر بها اليمن أغرتهم بقرب أو بإمكانية استرجاع دولة السيد والعبد، وتعرض الحوثيون لما يشبه عملية تنويم اعتقدوا معها أن الشعب يكاد يهتف بعودة العبودية ودولة السيد، ما عدا مجموعة تكفيريين معدودين وحدهم يؤمنون بالجمهورية والحرية وهم وحدهم من يقاتلون السيد. هذا الوهم يقتلهم حتى المثقفين منهم أصابتهم حمى التعالي والتخدير لنرى أحدهم ينتفض مثل الملسوع مهدداً بنسف منزل الرئيس هادي ورئيس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية وأمين العاصمة وآخرين إذا وقفوا في وجه الجماعة.. سعار يدعو للأسف على ضياع العقل والمدنية والثقافة دفعة واحدة بفعل العقيدة الاستعلائية والتدميرية التي ظهرت بالاحتفاء بالقتل وتدمير المدارس والمساجد ومنازل المختلف معهم لتصل إلى منزل الرئيس ورئيس الوزراء لأنهم لم يقفوا محايدين ولم يستقبلوهم بالورود على مشارف صنعاء.. هستيريا تعكس تبخر الحلم وترسخ عقيدة القتل والتفجير. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك