بحفاوة وفي كل عام يستقبل المسلمون شهر رمضان بالترحيب والفرحة بقدومه, هذا الشهر الفضيل الذي يكثر فيه الخير والتسبيح والتوبة والتقرب إلى الله, رمضان تمنى الصحابة أن يكون العام كله رمضان، لما فيه من فضل وغفران وعتق من النار, في رمضان يجمع الناس بزاوية المساجد تسبيحاً وحمداً لله تقرباً إليه ,طلباً للمغفرة والرحمة. لكن هل تذكرنا أن لنا أحبة في رمضان الماضي لم يكونوا معنا في الآن غادروا إلى ربهم وما نتمناه هو المغفرة لهم من الله سبحانه وتعالى ,ألم يفكر الإنسان أن الآخرة خير وأبقى ويتجه في هذا الشهر الفضيل للإقلاع عن المعاصي ويعلن فيه التوبة لقادم الأيام ,ويقومه بالعبادة والدعاء لعل الله سبحانه يعفو ويغفر له. الغريب في الأمر أن تهجر المصاحف وتخف الصفوف وتغيب التسابيح بغير رمضان, ومع قدوم رمضان تبدأ النفحات ويتجه الكثيرون إلى الله تقرباً إليه بالخير والصدقة والدعاء, ياريت أن هؤلاء واصلوا مشوارهم في قراءة القرآن والدوام على الصلاة، لأن الله هو رب كل الشهور ليس رباً فقط لرمضان. نسأل الله أن يوفقنا للقيام بهذا الشهر وأن لا يمر علينا إلا بالرحمة والمغفرة والهداية إلى ما فيه الخير والصلاح, فرمضان أنزل فيه القرآن وتصفّد الشياطين ويزيد فيه من التأبين.. هل آن لنا بعد أن مضى عام مليء بالأحداث والمشاكل العالقة في الوطن هنا وهناك أن نستريح قليلاً من وجع السياسة ونحط الرحال في التقرب إلى الله وطلب عفوه ومغفرته والتوبة إليه من المعاصي، ونعطي هذا الشهر الكريم جل اهتمامنا لاكتساب الأجر والخير والثواب، ونتجه بصدق إلى الله للدعاء للوطن والإخلاص له ونعود إلى الله بصدق وإخاء ومحبة ونغرس قيم المحبة والتسامح والسلام والرحمة ,ونعطف على الفقراء ونرفق بهم ونساعد المحتاجين ونساهم بفعل الخير تقرباً إلى الله، لعل الله يتقبل منا ويجعلنا من المقبولين. إنها فرصة للعبادة وقد لا نصل هذا الشهر عاماً آخر فالأجل بيد الله ,ونتذكر أن لنا أصدقاء كانوا معنا في رمضان السابق لكنهم ليس بيننا في هذا العام قد قضوا نحبهم ,فما علينا إلا أن نكثر من الدعاء.. اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا، وليتجه الجميع إلى مجلس الذكر والعلم لاكتساب الأجر والخير والثواب بدلاً من متابعة المسلسلات والبرامج في هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن،، نسأل الله أن يجعلنا من الساعين لفعل الخير والعطف على المحتاجين وأن يعيننا الله على صيامه وقيامه وفعل الخيرات فيه.. إنه رمضان يا أحبائي شهر التسابيح والخير والغفران.