يقول تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) البقرة184 .كنت قد توقفت كثيراً عند هذه الآية, ولم أقتنع بقول بعض المفسرين بالنسخ لهذا المقطع من الآية فالقرآن كله محكم لا نسخ فيه ثم كيف يكون نسخها مباشرة بالآية التي بعدها, ثم انتقلت إلى الرأي الذي يقول إنها في الشيخ الكبير فقلت ما هو الرابط وما هي العلاقة مع كلمة «يطيقونه » فوجدت أنهم زادوا لها حرف لا , أي لا يطيقونه, فوجدت ذلك تكلفاً وإدخالاً في النص بما يجعله على النقيض من معناه, ثم تنقلت بين كتب التفاسير حتى اقتنعت بما طرحه الشيخ محمد عبده في تفسير المنار بأن الإطاقة أعلى درجات الاستطاعة وأن الحكم ينطبق على من كان يعاني من مشقة في صومه لذا فإن عليه فدية طعام مسكين, ولكن اليوم بدا أني قد اقتربت أكثر من المعنى وأن معنى الآية أبسط من ذلك التطويل الذي ذكره الشيخ محمد عبده , فلو تأملنا سياقها فإنه لا يحتاج منا كل ذلك الشرح والتطويل, وقد ذكر هذا المعنى الدكتور الجابري في تفسيره «فهم القرآن الحكيم» وسأعطيكم خلاصة معنى الآية .يقول تعالى «أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» البقرة184 فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يصومها بدل تلك الأيام, وعلى الذين يطيقونه من هؤلاء المرضى والمسافرين فقط فدية طعام مسكين إن هم أفطروا فمن تطوع خيراً وأطعم أكثر من مسكين واحد فهو خير له, وأن تصوموا أيها المرضى والمسافرون القادرون على إطاقته خير لكم إن كنتم تعلمون.. بحثت في كتب التفسير القديمة علّي أجد هذا الرأي فوجدته ذُكر عرضاً في تفسير القرطبي.