أن أزمة المياه التي تعاني منها حاليا مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ولاسيما المدينة القديمة ليست وليدة اللحظة وانما بصورة مستمرة نتيجة لعدم قيام السلطة المحلية بالمحافظة بوضع حل جذري لهذه المشكلة واقتصار الحلول على حلول ترقيعية وتدابير مؤقت لا تحل المشكلة بشكل نهائي وجذري وانما لغرض اخراج السلطة المحلية بالمحافظة من الحرج والمازق الذي هي فيه من جراء الانتقادات الموجهة إليها وسرعان ما تعود المشكلة مره اخرى بعد فترة من الزمن وعلى هذا الحال والموال . وعندما تجد اليوم أن أكبر المتضررين من شحت المياه في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة هم سكان المدينة القديمة وهم الاصل فهذا ليس من فراغ وانما نتيجة لكون المصدر الرئيسي لتغذية هولاء بالمياه هو مشروع مياه العوشة الذي شيد في بداية الثمانينات وكان يغطي المدينة بالكامل في ذلك الوقت ولكن التوسع العمراني والسكاني الكبير الذي شهدته عاصمة المحافظة خلال السنوات الماضية وما نتج عنه من ضغط كبير على طلب المياه حتى أصبحت المدينة تعتمد على تغذية ثلاث حقول مائية وهي الشبيكة والعوشة والشبكة ورغم ذلك لا تكفي الاحتياج مع العلم أن استمرار بقاء مشروع مياه العوشة في الخدمة برغم من تجاوز الخدمة الافتراضية للعمل شكل ذلك عبى كبير على فرع مؤسسة المياه ومعضلة يصعب حلها أو الخروج منها فالخطوط الخاصة بالمشروع متهالكة وتخرج عن الجاهزية بصورة مستمرة ومسألة استبدال الأنابيب الخاصة بالمشروع بانابيب جديده أمر مكلف جدا ويصل إلى حوالي تكلفة 5 مليون دولار ويصعب ايجاد التمويل للمشروع في الوقت الحالي وخاصة في ظل الظروف الراهنة للبلاد .
وعندما تجد أنه حتى الحلول والخطط التي تم وضعها ويمكن لها أن تسهم في التخفيف من حجم المعاناة وذلك من خلال إنشاء خزان بسعة 1000 متر مكعب شرق مدينة عتق وتغذيته من 4 آبار في حقل الشبكة ولكن للاسف الشديد لم تجد طريقها إلى التنفيذ ناهيك عن أن من بين أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه الفرع تتمثل في ارتفاع أسعار وقود الديزل وعدم وجود موازنة تشغيلية لفرع المؤسسة وخروج جاهزية بعض خطوط المياه القديمة لانتهاء عمرها الافتراضي وموظفين المؤسسة 5 أشهر بلا مرتبات ومديونية السلطة والمرافق الحكومة للمؤسسة 700 مليون ريال لم يتم تسديدها ولو تم تسديدها كان حلت مشكلة صرف مرتبات الموظفين التي لم تصرف منذ 5 أشهر وهي من المشاكل والمعوقات والتي انعكست سلبا على الخدمات التي تقدمها وكل ما كان يتطلع إليه فرع المؤسسة في حدوث تدخل من قبل السلطة المحلية بالمحافظة او الحكومة اوالمنظمات المانحة لمعالجة الصعوبات والمعوقات العديدة التي تعانيها المؤسسة منذ سنوات لم يحدث أي شي من ذلك .
هذا هو حال وضع فرع مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة شبوة ف 40% من مياه المشروع تذهب للمرافق الحكومية و 60% للمواطنين وقبل أن تطالبوا بضرورة مضاعفة المؤسسة جهودها لتوفير المياه للمواطنين ينبغي عليكم مسألة أنفسكم أولاً ماذا قدمتوا للمؤسسة ؟ وهل تم تلبيه احتياجاتها الكفيلة في تنفيذ الخطط والدراسات التي تمت من أجل معالجة جذور المشكلة أو حتى جزا من الحلول المؤقته التي وضعت فكل السلطات السابقة كانت تدعم المؤسسة الا السلطة المحلية الحالية ؟
وخلاصة القول إذا كان هناك من فشل واخفاق في حل ومعالجة مشكلة شحت المياه في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة فيتحمله من لم يعمل على دعم ومساعدة قيادة فرع مؤسسة المياه بالمحافظة على الخروج من هذه الحالة والوضع المزري الذي وصل إلى حد تجد فيه فرع المؤسسة غير قادر حتى على صرف مرتبات الموظفين لديه ومحاولة الهروب من حقيقة الفشل الحاصل من قبل البعض والسعي إلى التداري عنه واخفاء حقيقته من خلال البحث عن كبش فداء والجعل منهم ضحيه لفشل غيرهم وفي الحقيقة أنه لا ناقة لهم ولا جمل في ذلك فهذا هو أسلوب الفاشلين والعجزة الذين لا يمكن لأي نجاح أن يتحقق على أيديهم بقدر ما يصبحون هم مصدر النكسة والاخفاق في كل المجتمعات المتأخرة وعدم تمكنها من مواكبة التطور والتقدم والازدهار للأمم الأخرى .