(فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) الفرقان52 ومعنى الآية باختصار يا محمد جاهدهم بالقرآن بما فيه من حجج وعبر. إنها دعوة لجهاد الحجة والبرهان الذي نفتقده اليوم, كم نحتاج في عصرنا اليوم إلى هذا النوع من الجهاد, وهذا النوع من المجاهدين, بدل أولئك الذين رفعوا السلاح في وجه إخوانهم وسموه جهاداً، فخلطوا بين الجهاد والقتال والآية تدمغهم وتثبت خلطهم فهي مكية وتحث على الجهاد ولم يكن هناك قتال في مكة ولا أمر به, وهذا دليل واضح على أن مفهوم الجهاد مختلف عن مفهوم الجهاد, لا كما يخلط اليوم. فالجهاد في القرآن هو بذل الجهد في مقارعة الباطل بأية وسيلة كانت بحسب الظرف فهناك جهاد بالحجة والبرهان وهناك جهاد بالسيف لرد العدوان. أما القتال في القرآن فهو إحدى وسائل الجهاد ويكون في حالة رد العدوان فقط وهو محكوم بقوله تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة: 190.