يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً }الطلاق1 هذه الآية بحد علمي لم يعد يطبقها أحد من المسلمين أو على الأقل في مجتمعنا, بل لم يعد ينبه عليها الوعاظ والخطباء أيضاً, وهذه الآية لو طبقناها لحذف 90 % من الطلاق أو أكثر لأنها تعني ببساطة عدم الطلاق في أي وقت إلا في وقت مخصوص, فينتظر حتى ذلك الوقت ثم يطلّق, على أن تبقى المرأة في البيت بعد الطلاق حتى يكون خيار الرجعة بسيطاً وسهلاً وقريباً، وسمى الله تلك الأوامر «حدود الله» وتوعد من يتعداها فأين من يطالب بتطبيق حدود الله؟ هذه حدوده فلماذا صمتم عنها؟ خلاصة معنى الآية: يا أيها النبي إذا أردتم - أنت والمؤمنون - أن تطلِّقوا نساءكم فطلقوهن مستقبلات لعدتهن - أي في طهر لم يقع فيه جماع، أو في حَمْل ظاهر- واحفظوا العدة؛ لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن، وخافوا الله ربكم، لا تخرجوا المطلقات من البيوت التي يسكنَّ فيها إلى أن تنقضي عدتهن، وهي ثلاثة قروء(حيضات) لغير التي لا تحيض والآيسة والحامل، ولا يجوز لهن الخروج منها بأنفسهن، إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة كالزنى، وتلك حدود الله ، ومن يتجاوز حدود الله فقد ظلم نفسه، وأوردها مورد الهلاك، لا تدري - أيها المطلِّق - لعل الله يحدث بعد ذلك الطلاق أمراً لا تتوقعه فتراجعها، لعدتهن: اللام بمعنى (عند) كما في قوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس) والمراد عند استقبال عدتهن, وذلك بأن يطلقها في طهر لم يمسها فيه.