تفجير المتمردين الحوثيين مساجد وبيوت ومدارس المناوئين لهم أعمال مشينة ولا يمكن تبريرها سوى بالاستئصالية المتعجرفة التي كانوا يزعمون أنهم عانوا منها .. والحال للأسف أنه في حال القيام بتفجير مدارس ومساجد وبيوت الحوثيين الخارجين عن النظام والقانون سيكون من المضحك اعتراضهم وهم على تلك الممارسة التفجيرية التي ظهروا بها.. الأمر خطير واستغرب عدم إدراك أبعاده وإصرارهم على الابتهاج بالظهور على ذلك النحو غير المسبوق.. الاستخفاف بالعواقب لا أسوأ منه بالذات لدى النخبة اليمنية العجيبة التي تشجع ما يجري، ثم إن هذا الفعل أبعد شأناً في دلالاته من الترهيب العادي ! .. إنه يفاقم الشرخ الطائفي الذي يراد لليمن الإيغال فيه، و على قولة أحد الأصدقاء متهكماً وأكثر من حزين «لا يفجرون المباني على الأقل يجعلونها مستوصفات للقبائل البائسة التي حاربت معهم»!. الحاصل أن عملية التفجير ليست سهلة وإنما يتم غرس الديناميت لساعات ما يعني أنها لم تصر بيوت محاربين كما يقولون، بل يمكن الاستفادة منها كمثال .ثم إنه التفاخر رهيب التداعيات ولكن لا عقلاء على ما يبدو .. لقد علمنا التاريخ أن الأيام دوارة .. أتحدث عن هذه الجزئية مع التفجيرات الأخيرة في عمران لعشرات المنشآت الخاصة والعامة، أشدد على أنها من الغرائز المذمومة التي تتصف بها الجماعات البدائية على مدى التاريخ. هذا الإقصاء الذي لا يريد أن يتقبل الآخر، خطر رهيب على كل مخالفيه، تلك العصبوية اللامتخيلة ستفضي باليمن لمابعد الجحيم. وكما يقول المثل «ما أحسن الحرب عند المتفرجين». [email protected]