لا يختلف مسلمان مبدئياً على أن شهر رمضان هو شهر تلاوة القرآن وانطلاقاً من هذا التوجه المبدئي نحب أن نفتح هالة ضوء حول مقاصد القرآن. الهدف.. هدفنا من هذه الإطلالة السريعة هو الوصول بالقارئ المسلم الراجين له التوفيق أن [يعطي الاهتمام لما اهتم به القرآن]. مثلاً كم تكلم الله عن الصوم والوضوء والحج في القرآن الكريم؟. بالمقابل نجد القرآن الكريم تكلم عن الظلم أكثر مما تكلم عن الكفر؟. كم تكلم عن العقل وكم تكلم عن العلم وكم تكلم عن الكذب والصدق وكم تكلم عن النفس والقلب؟ كم تكلم عن إنصاف المرأة، كم تكلم عن التقوى وتزكية النفس؟ كم تكلم عن الإيمان كم تكلم عن الرحمة وكم تكلم عن التعاون؟ كم تكلم عن فساد المجتمعات لا سيما بنو إسرائيل، كم ذكر الاستبداد، والطغيان وحذر من عواقب الظلم والفساد كم تكلم عن المفسدين والمجرمين كم حذر من الشيطان؟. كيف تعرف مقاصد القرآن؟ إذا وجدنا أن القرآن تكرر حديثه أكثر من ثمان مرات مثلاً فاعلم أن هذه القضية مقصد قرآني. ولا يعني هذا أن الصوم والوضوء في آي القرآن، وكونه ورد قليلاً أنه غير مطلوب أو أنه أقل شأناً؟ وإنما سنجد عند التأمل الهادئ أن الصوم جاء ليزكي النفس وصولاً بها إلى التقوى، وهذا يعني تهذيب النفس كي تحترم حقوق الناس. أكرر كلما كانت العبادات مربوطة بالتقوى فهي وسيلة لحماية المقصد القرآني (حماية الحقوق) وهنا يصبح الصوم والصلاة والتزكية بأنواعها وسائل (واجبة الأداء) وشرط ضروري كشرط الوضوء لصحة الصلاة؟. كم تحدث القرآن عن الإنفاق، والحسد؟. شيء آخر.. مطلوب من المسلم العاقل الواعي لمعنى التعبد أن يتأمل جميع كبائر الذنوب التي ارتبطت بها عقوبات مرعبة.. سيجد أن جميع كبائر الذنوب مرتبطة بحقوق الناس (حقوق الإنسان). مطلوب من المسلم العاقل الواعي أن ينظر إلى الظلم كم ورد ذكره في القرآن وما هي صور الظلم، وبمن متعلقة؟ سيجد أنها كلها في حقوق الإنسان. مطلوب من الإنسان العاقل الواعي أن ينظر إلى عقوبات القرآن سيجدها متعلقة بحقوق الإنسان {ولن تضروا الله شيئاً}. مطلوب من المسلم أن ينظر فيما يحبه الله ويحاول التحلي بما يحبه الله {فاتقوا الله ما استطعتم}. مطلوب من المسلم أن ينظر إلى أن الدين قائم على التيسير وأن التشدد هو الاستثناء؟ وأن من يريد التشدد فليفعل ولكن على نفسه مطلوب من المسلم أن يجعل له مصحفاً يدرسه طول عمره كل يوم مجموعة آيات فقط، ويمكن أن يكمل مصحفاً آخر في شهر أو أكثر أو أقل حتى يحوز الفضيلة فضل التلاوة وفضل التدبّر.