نستكمل معكم هنا جولتنا في شعر شاعرة شهيرة من حضرموت في اربعينيات القرن الماضي . باحت الشريفة خديجة على صوت (ياشمس شارقه من فوق سيئون) بقصيدة رقيقة كرقة مشاعرها ورفَّات جوانحها وتحت رقيب عفافها وسلامة طويتها وهي هنا أشبه في غزلها ب “ رابعة العدوية “ غير أنها لا تبتعد عن الغزل الحسي في عفاف عذري كما أشرنا .تقولفي قصيدتها : من بلي بالمحبه لا يحاذر بايخرج من أقواله جواهر بايغني بها وانتم تسمعون * * والمحبة لها عندى قواعد ماحد معي فيها مساعد من قدا لي بهم خاطري محنون * * يالمغني تفضل رد الجواب قبل لا عاد يظهر سر غاب كيرها في الكبد مرشون وفي تشبهها بالشاعرة الصوفية ( رابعة العدوية ) في حب القدرة الربانية العلية ، تقول الشريفة الشاعرة : قلبي المعنى مولع والعين تدمع لا حل لش يالهويه * * كم لي وقلبي معذب ونا مسبب والعقل مني هميه * * العشق عندي فنونه .كافه ونونه بتيت فيه العكيه * * وذات ليلة من الليالي صدح مغنٍ على مقربة من بيتها بصوت على وزن ( ياقمر شارق من فوق الأخيار ) فهاجت قريحة الشعر عند الشاعرة خديجة وباتت تتقلب في فراشها إلى أن اكملت قصيدتها على ذلك الصوت إيش ذا الصوت لي زعَّل منامي شل به شخص سالي عند ذا الجار من بغى الملتقى ينصت لزامي يوم تضرب كأنها حنة الطار من شرب في المحبة من مدامي ما يفند شراب الحلو امن القار ما على المحبة شي ملامي يالله أستر عليهم لاتكشف لهم بار وهناك العديد من قصائدها الرائعة تشكل دواوين بكاملها ولكن في حاجة لمن يبحث عنها ويجليها لينشرها . رحم الله الشاعرة الشريفة خديجة ، ورحم الله والدها التقي الطائع السيد / علي بن محمد الحبشي .